عربي و دوليمنوعات

الكوارث المناخية تقتل 240 ألف أوروبي وتفضح نقص خطط الطوارئ الصحية

الشاهين الإخباري

أصدرت الوكالة الأوروبية للبيئة (EEA) تقريراً تحذيرياً أكدت فيه أن القارة الأوروبية، رغم التقدم الكبير الذي حققته في مكافحة التغير المناخي، يجب أن تبذل المزيد من الجهود لحماية بيئتها الطبيعية وزيادة قدرتها على مواجهة آثار الاحترار.

ولاحظت الوكالة في بيانها أن “تقدماً كبيراً تحقَّقَ في خفض انبعاثات غازات الاحترار المناخي وتلوث الهواء، إلا أن الوضع البيئي العام في أوروبا ليس جيداً”.

يأتي هذا التقييم في وقت وافقت فيه الدول الأوروبية على اتفاق بالحد الأدنى لخفض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحترار بحلول عام 2035، لكنها تعجز راهناً عن التوافق على اقتراح المفوضية القاضي بخفض الانبعاثات بنسبة 90% بحلول 2040 مقارنة بعام 1990.

وبينما أفادت الوكالة بأن انبعاثات غازات الاحترار داخل الاتحاد الأوروبي انخفضت بنسبة 37% منذ عام 1990 بفضل الحدّ من استخدام الوقود الأحفوري ومضاعفة حصة الطاقة المتجددة، فإن الطبيعة في القارة العجوز “لا تزال تعاني التدهور والاستغلال المفرط وفقدان التنوع الحيوي”.

ونبّه التقرير، الذي جمع بيانات من 38 دولة أوروبية، إلى أن نحو 81% من الموائل المحمية في وضع سيئ أو متوسط، و60 إلى 70% من التربة في وضع متدهور، و62% من المسطحات المائية في حال بيئية سيئة.

كما أشار إلى أن ندرة الموارد المائية تتفاقم، بالرغم من إمكانية تحقيق وفر بنسبة تصل إلى 40% من المياه عبر تحسين الإدارة والابتكار والتوعية.

تمثل آثار التغير المناخي الظاهرة تحدياً متزايداً يؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على البشر. فقد تسببت الظواهر المتطرفة المتعلقة بالمناخ والطقس (موجات الحر، والفيضانات، وحرائق الغابات) في وفاة أكثر من 240 ألف شخص بين عامي 1980 و2023 في الاتحاد الأوروبي.

ولا تزال التكلفة الاقتصادية لهذه الأحداث في ارتفاع؛ حيث زاد متوسط الخسائر الاقتصادية السنوية بقدر 2.5 مرة بين عامي 2020 و2023 عما كان عليه في العقد السابق. على سبيل المثال، بلغت تكلفة الفيضانات في سلوفينيا عام 2023 نحو 16% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

كما أشار التقرير إلى أن 19% من الأوروبيين لا يستطيعون الحفاظ على درجة حرارة مريحة في منازلهم بسبب عدم تصميم المباني لتحمل الحرارة المتزايدة، مع تزايد وتيرة موجات الحر الشديد. وللتصدي لذلك، ذكرت الوكالة أن 21 فقط من أصل 38 دولة عضو لديها خطط عمل صحية لمواجهة موجات الحر.

دعت الوكالة الاتحاد الأوروبي إلى إحداث تحولات عميقة في مجتمعاته واقتصاده، مؤكدة على أن بقاء البشرية يتوقف على جودة الطبيعة.

وفي هذا السياق، قالت كاثرين غانزليبن، مسؤولة التحولات المستدامة والعادلة في الوكالة، إن “الاستدامة ليست خيارا، بل السؤال هو متى نطبقها: هل نبدأ الآن على المدى القصير، أم سنؤجلها، وفي هذه الحالة سيكون الأمر أكثر صعوبة وستكون تكاليف التقاعس أعلى”.

وأكدت الوكالة ضرورة “تعزيز تنفيذ السياسات والتدابير الطويلة الأجل الهادفة إلى تحقيق الاستدامة والتي سبق الاتفاق عليها بموجب الميثاق الأخضر” الذي أقرته المفوضية الأوروبية.

وفي ما يتعلق بتلوث الهواء، سُجِّل انخفاض ملحوظ في عدد الوفيات المرتبطة بالتعرض للجسيمات الدقيقة بلغ 45% بين عامي 2005 و2022، مما يؤكد أن منع التلوث يساهم بشكل فعال في الإقلال من الوفيات والأمراض.

أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى