
في جلسة “الأردن على خط المواجهة” ضمن فعاليات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال
داودية: نحن نعيش في نظام لم يأخذنا إلى المغامرات
العياصرة: لو سجدنا لبعض الدول في المنطقة سيظلون يروننا بعين التشكيك والتخوين
الشاهين الإخباري
ناقشت جلسة متخصصة بعنوان “الأردن على خط المواجهة.. ثبات في الموقف “، والتي تعقد ضمن فعاليات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال، تحدث فيها رئيس لجنة الإعلام والتوجيه الوطني لمجلس الأعيان محمد داودية، وعضو مجلس الأعيان عمر عياصرة، وأدار الجلسة الإعلامي هاني البدري.
وأكد داودية في مداخلته أن التحديات التي تواجه الأردن مستمرة منذ تأسيس الدولة عام 1921، مشيرا إلى أن تراكم هذه التحديات أسهم في صقل قدرة الدولة على التعامل مع الأزمات وتجاوزها، مستندة إلى قيادة حكيمة وشعب واعٍ وصلب.
وأوضح أن الأردن يتعرض لضخ إعلامي مكثف وصفه بـ”الجائر”، يأتي في معظمه من جهات عربية خارجية، بينما تبقى التفاعلات الداخلية بريئة وبسيطة.
واعتبر داودية أن سر قدرة الأردن على الثبات والمواجهة يكمن في ما أسماه “الغدة الصلبة”، التي لا تُرى إلا لمن يقترب من نواتها. وأضاف “نحن نعيش في نظام لم يأخذنا إلى المغامرات، على عكس ما حدث في دول عربية أخرى سقطت أنظمتها، وكنا نتمنى لها غير ذلك”، مؤكدا أن هشاشة الأنظمة العربية المحيطة قد تُلقي بظلالها على الأردن، الذي يقف في قلب المواجهة.
وفيما يتعلق بالهجمة الإعلامية على الأردن، شدد على أنها ليست عشوائية، ولها أسبابها، محذرًا من أن المملكة ستدفع ثمن هذه الحملات، في ظل وجود عدو يمتلك ماكينة إعلامية متصهينة على مستوىً عالمي.
وأشار إلى ضعف المؤسسات الإعلامية الأردنية، وغياب الطابع الهجومي عنها، رغم امتلاكها لما يمكن أن يُستخدم في الدفاع عن الموقف الوطني، قائلًا “عندما يُنشر خبر مغلوط، نقدم تصحيحًا، لكنه لا يكون مؤثرًا بما يكفي”، موضحًا أنَّه ومن أجل وصول الإعلام إلى المستوى المطلوب، فلا بد من مضاعفة الاستثمار فيه، وتخصيص موازنات أكبر بعشرات المرات.
من جانبه قال العياصرة إن هناك مؤسسية من الأردن في التعامل مع الأزمات والنظام الأردني وهو ما يجب أن يفهمه الأردنيين. نافيًا أن يكون التشكيك والتشويش على صورة الأردن من الخارج فقط وإنما هو قادمٌ من الداخل كذلك، مؤكدًا “لو سجدنا لبعض الدول في المنطقة سيظلون يروننا بعين التشكيك والتخوين”.
وأضاف أن السبب وراء ما يتعرض له الأردن يكمن في طبيعته القومية، لافتًا إلى أن القوى السياسية في البلاد لا تقبل التشكيكات وما يقال عن الأردن ودوره تجاه القضية الفلسطينية وغزة، وأن الأردن لم يصنع أزمة في المنطقة غير أنه عاش وعانى وتأثر بالأزمات من حوله.
وأشار إلى أنَّ الحملات ستستمر في التشكيك ومع ذلك شكّل الأردن نموذجًا مميزًا في التعامل السياسي، وفيما يتعلق بمنع المظاهرات أوضح أن الشعب الأردني يحب المظاهرات لأنها لطالما كانت مساحة للتعبير السلمي والمهذب ولكن في اللحظة التي تختل أهدافها وتؤثر على الاندماج الاجتماعي فيجب منعها قطعاً، مضيفا أن الأردن يتعامل مع التعقيدات التي يواجهها بحرفيّة.
وأكدت الجلسة أن المملكة استطاعت عبر تاريخها الطويل مواجهة التحديات بصبر وثبات، مستندة إلى قيادة رشيدة وشعب واعٍ، فرغم الضغوط الإعلامية الداخلية والخارجية والتحديات المحيطة، يظل الأردن نموذجًا في ضبط الموازين السياسية والاجتماعية، محافظًا على موقعه الاستراتيجي ومبادئه الوطنية.
واختتمت اليوم الاحد في العاصمة عمّان أعمال ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال في دورته الثالثة الذي استمر على مدار يومين تحت شعار الإعلام من الحرية والحماية إلى التمكين والتغيير. ويشارك فيه أكثر من 750 إعلاميًا وإعلامية وناشطًا وصانع محتوى وخبيرًا، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات دولية من مختلف أنحاء العالم.