أخبار الاردن

الجلسات الموازية الخامسة.. عن البرلمانات والتشريعات والصحافة في خطّ المواجهة ومصوّر الملك

البرلمانات بين التشريع والتطبيق في الأردن
شهادات صحفيين من خط النار
عن مصوّر الملك وذكرياته خلال 20 عامًا من العمل

الشاهين الاخباري

في سياقٍ تتزايد فيه التحدّيات أمام الحقوق والحريات، تفتح هذه الجلسات الموازية مساحةً للحوار حول قضايا تمسّ المجتمعات مباشرة. ففي الجلسة الأولى ناقشت دور البرلمانات في تعزيز حرية الرأي والتعبير، بوصفها ركيزةً أساسية في بناء ديمقراطيات أكثر عدلاً وشفافية، أمّا الجلسة الثانية فتسلّط الضوء على الصحافة في خط المواجهة، حيث يقف الصحفيون في الصفوف الأولى لمواجهة المخاطر دفاعًا عن الحق في المعرفة، وتضمنت الجلسة الثالثة لقاءً خاص مع المصور الخاص السابق للملك عبدالله الثاني، الذي يفتح نافذة مختلفة على حكايات الصورة.

البرلمانات وتعزيز الرأي والتعبير

شهد الملتقى جلسة بعنوان “دور البرلمانات في تعزيز حرية الرأي والتعبير والوصول إلى المعلومات” وشارك فيها كل من؛ رئيس اللجنة القانونية في مجلس النواب مصطفى العماوي وعضوة مجلس الأعيان الأردني إحسان بركات، وأدارتها الإعلامية الدكتورة روان الجيوسي.
وأكد العماوي أن هناك رؤية واضحة للإصلاح السياسي في الأردن، مشيرًا إلى أن القوانين والتشريعات متوفرة، إلا أن الخلل يكمن أحيانًا في التطبيق. وبيّن أن المجلس النيابي يُعد مؤسسة محورية تسمو على مؤسسات الدولة لدوره الأساسي، وأن لجانه تتمتع بالحرية الكاملة في إدارة الملفات.
وشدد أن الحرية لا يجوز أن تكون خرقًا للأمن الوطني، داعيًا الأحزاب والإعلام على حد سواء لتطبيق الحرية بمسؤولية، مع المطالبة بتعديلات على قوانين مثل الجرائم الإلكترونية.
وأوضحت بركات أن حرية الرأي والتعبير ليست ترفًا، بل هي ركيزة أساسية لاستقرار الدولة، ونص عليها الدستور الأردني كحق أساسي لا بد من ضمانه، معتبرةً أن حرية التعبير تعني إبداء الرأي بشكل كامل دون رقابة صارمة، شرط ألّا تمس أمن الوطن بالتأكيد.
ولفتت إلى أهمية الاستقرار التشريعي ومنح القوانين وقتها قبل إدخال تعديلات متسارعة عليها، مؤكدة أن حق الحصول على المعلومة مكفول لكن على الإعلام أن يكون المبادر بالمطالبة بها.
وفي نهاية الجلسة، وجّه الحضور أسئلتهم للمشاركين، وبرزت تساؤلات عدة حول قانون الجرائم الإلكترونية، وأبدت بركات ملاحظاتها على بعض العقوبات، مشيرةً إلى أملها في مراجعة التشريعات بما يحقق التوازن بين الحماية والحرية.

شهادات من خط النار

وعُقدت جلسة بعنوان “الصحافة في خط المواجهة” شارك بها كل من؛ نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر، ومراسل قناة المملكة في غزة باسل العطار، والصحفية والمراسلة الميدانية اللبنانية زينة باسيل، ويسّر الجلسة الإعلاميّ محمد عمر.
وفي بداية الجلسة عُرض مقطعٌ مصوّر للصحفية الغزاويّة شروق الأسعد والتي منعها الاحتلال من الوصول إلى الأردن بسبب الإبادة في غزة وتحدثت من خلاله عن معاناة الصحفيين هناك ورفضهم لأوامر الاحتلال بالنزوح وإصرارهم على نقل الحقيقة التي تحاول اسرائيل قتلها في ظلِّ سقوطٍ أخلاقي وسط استهدافها ما نسبته 23% من الصحفيين في غزة وقتل الحقيقة.
واتفق العطار مع الصحفية الأسعد ونقل معاناة الصحفيين “التي لا يمكن وصفها”؛ إذ نزحوا في بداية الحرب ومع ذلك قتلتهم إسرائيل التي تتبع سياسة القتل الجماعيّ، لافتًا إلى نظرة الوداع في كل تغطية واستهدافاتٍ مباشرةٍ لكل من يرتدي السترة الواقية، وضرب الاحتلال للمناطق دون تحذير، وهو ما دفع الصحفيين للتغطية من فوق الرصيف. وذكر الأسلحة المستخدمة في القصف وخوفه من استمرار استهداف الصحفيين.
بدوره استشهد أبو بكر ببياناتٍ وأرقام تم توثيقها لاستهدافات واعتداءات على الصحفيين، ومن ضمنها؛ توثيق قتل 56 صحفيا منذ عام 2000 – 2023 ومن ضمنهم ثلاثة صحفيين أجانب، ووثّقت النقابة 9000 اعتداء وجريمة على صحفيين فلسطينيين بين أعوام 2012 – 2023 واصفًا إيّاها بالجرائم الممنهجة بقرار رسمي من حكومة الاحتلال وهدفها وقف نقل الحقيقة.
ولفت إلى أنَّ الكابينت الاسرائيلي عقد اجتماعًا عام 2016 وقرر شنّ حرب ضد الصحفيين الفلسطينيين ووصفها بـ”سابقة تاريخية” واستهداف واضح للصحفيين الأجانب، بالإضافة للتحريض الواضح من الإعلام الصهيوني ضد الصحفيين الفلسطينيين وتماهي الإعلام الدولي مع الرواية الصهيونية بعكس تغطية وسائل الاعلام العربية التي اعتبرها “جيّدة”، مشيرًا إلى أن دخول الاعلام الجديد ساهم في تعدد الروايات.

ومن جانبها أكدت باسيل استهداف خمسة صحفيين لبنانيين خلال الفترة الماضية، مع وجود مخاوف من انسحاب الصحفيين من بعض المناطق المستهدفة، لافتًا إلى توثيق هذه الجرائم، ومؤكدة أنها متعمدة، وأنه يجب تحديد المسؤول عنها ومحاسبته.
وأضافت أن هناك تضامناً كاملاً مع الصحفيين في غزة رغم الانقسام السياسي في لبنان، مشيرة إلى أن هؤلاء الصحفيين أصبحوا قدوة.

عن مصور الملك
فيما ناقشت جلسة بعنوان “كنت مصورا للملك ” مسيرة عمل يوسف علان مدة 20 عامًا كمصورٍ خاص لجلالة الملك عبد الله الثاني، ويسّرتها الإعلامية نسرين أبو دية.
وتحدث علان عن لحظات وتفاصيل عاشها الى جانب الملك عبد الله الثاني كمصوّر له، مشيرًا إلى أنه عمل مصورًا في جريدة الرأي سنة 1976 قبل ان ينتقل للعمل كمصور للملك عام 2001، قائلًا إنه لن ينسى المكالمة التي تلقاها في ذلك اليوم والاحساس المميز الذي عاشه، واصفًا أنه ومنذ ذلك الوقت بدأت مسيرته كمصور للملك.
وأوضح أن سبب اختياره لهذا العمل كان بسبب صورة نشرها للملك في عيد الجيش، وأن أول مناسبةٍ رافق خلالها الملك لتصويره كانت خلال حفل تخريج من الجامعة الأردنية في سنة 2001.
وتطرّق علان للتحديات التي مرّ بها خلال عمله ومن ضمنها أنَّ اللقطة لا يمكن أن تتكرر؛ لذا كان عليه أن يكون سريع البديهة وأن يعمل على التركيز مع جميع حواسه، وبالرغم من ذلك كله شعر بما وصفه أريحيّةً كبيرةً خلال العمل.
ويشير إلى إحدى الذكريات المحفورة في قلبه، ففي يوم ميلاده فاجأه الملك بكيكة عيد ميلاد على متن الطائرة ليحتفل به، مؤكداً بذلك أن الملك من أكثر الناس تواضعاً، فهذه اللفتات تحمل معانٍ كبيرة في قلبه.
وأكد أنه رافق الملك خلال 20 عاماً دون قيود وبأريحية كبيرة، وفي آخر يوم خدمة له لا ينسى كلمات الملك حيث أخبره “يوسف، أنت مش موظف في الديوان الملكي ويجب أشوفك دائماً”.
ومن اللحظات التي يتمنى لو سنحت له الفرصة لتوثيقها قبل مغادرته هي حفل زفاف الأمير الحسين، قائلًا “كنت أتمنى لو كنت موجوداً”.
وتخلل الجلسة استعراض لأبرز الصور متحدثًا عن القصة وراء كل صورة، وذكر صدور كتابٍ له بعنوان “على العهد” والذي تضمن 400 صورة من سنوات عمله كمصور للملك.
واختتمت اليوم الاحد في العاصمة عمّان أعمال ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال في دورته الثالثة الذي استمر على مدار يومين تحت شعار الإعلام من الحرية والحماية إلى التمكين والتغيير. ويشارك فيه أكثر من 750 إعلاميًا وإعلامية وناشطًا وصانع محتوى وخبيرًا، إلى جانب ممثلين عن مؤسسات دولية من مختلف أنحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى