أخبار الاردن

ضمن فعاليات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال.. جلسة تناقش “الأردن والخليج”جودة: انضمام الأردن إلى “التعاون الخليجي”

الشاهين الاخباري

ناقشت جلسة متخصصة موضوع “الخليج والأردن… شراكة ومنطومة مصالح مشتركة”، والتي تعقد ضمن فعاليات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال، وتحدث فيها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني الأسبق ناصر جودة، ورئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانيين محمد العريمي، ومدير عام المركز القطري للصحافة صادق العماري، والكاتب الصحفي ومستشار إدارة الأزمات ماهر أبو طير، وأدار الجلسة الإعلامي فؤاد الكرشة.

بدوره، قال نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني الأسبق ناصر جودة إن الموضوع المتعلق بانضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي لم يكن كما فُهم ونُشر إعلامياً، موضحاً أن المسألة لم تكن بهدف أن يصبح الأردن دولة خليجية، بل جاءت في سياق سياسي يحمل رسالة مفادها أن هناك امتداداً جغرافياً وعشائرياً وأمنياً واستراتيجياً بين الأردن ودول الخليج، وأن المصالح بين الطرفين مشتركة، مشيراً إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني لطالما قال إن أمن الأردن من أمن الخليج، والعكس صحيح.وبيّن جودة أن الهدف من انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي كان الوصول إلى شراكة استراتيجية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، وقد نتج عن هذا التوجه العديد من الاتفاقيات، بالإضافة إلى حزمة من المشاريع التنموية في الأردن، والتي تم تنفيذها فعلياً وظهرت نتائجها على أرض الواقع، مشيراً إلى أن العمل كان كبيراً وشاملاً في مختلف المجالات.وأكد جودة أنه لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، فكل منهما يكمل الآخر، مشدداً على أن كل دولة في العالم تسعى لتحقيق مصالحها أولاً، إلا أن ما يميز العلاقة بين الأردن ودول الخليج هو أن المصالح عادة ما تكون مشتركة، وكذلك التحديات، ما يستدعي العمل على إيجاد حلول مشتركة.

ولفت جودة إلى أنه عندما بدأ الحديث عن انضمام الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، نتج عن ذلك العديد من النتائج الإيجابية، من بينها تقديم مساعدات مباشرة لدعم المشاريع التنموية في الأردن.وأوضح جودة أن العلاقة بين الأردن ودول الخليج تعود إلى بدايات تأسيس الإمارة، وكانت علاقة مميزة وتكاملية، حيث قدمت الكثير لدعم الأردن، وفي المقابل كان للأردن ما يقدمه لدول الخليج. واعتبر أن هذه المصالح المتبادلة تحتم أن تكون العلاقة استراتيجية في جميع المجالات.

وفي سياق متصل، أكد جودة أن الدول العربية جميعها على موقف واحد حيال ما يحدث في فلسطين المحتلة، والإبادة الجماعية في قطاع غزة.وفي سياق متصل، يرى رئيس مجلس إدارة جمعية الصحفيين العُمانيين، محمد العريمي، أن الأردن الحديث وُلد من رحم الجزيرة العربية، مشيراً إلى وجود مشتركات كثيرة، اجتماعية وغيرها، تجمع بين الأردن ودول الخليج.

وأضاف: القناعة الشخصية لدي أن هذه العلاقة يجب أن تتطور، لأن هناك مشتركات عديدة لا تقتصر فقط على الجانب الاقتصادي، فما يمس الأردن هو امتداد لكل دول الخليج العربي.وأكد العريمي أن العدوان الإسرائيلي على قطر أثبت أن على هذه الدول أن تتحد وتقف في صف واحد.وأشار العريمي إلى أن مجريات الأحداث، خاصة منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، تدلل على ضرورة الاتحاد بين دول الخليج، وكذلك في العلاقة البينية بين الأردن ودول مجلس التعاون الخليجي.

وتحدث العريمي عن تأسيس مجلس التعاون الخليجي في 25 مايو 1981، حين اجتمع القادة المؤسسون في أبوظبي، قائلاً إن المجلس انطلق بمحددات أمنية واقتصادية واجتماعية، لكنه مر لاحقاً بأزمة قطرية خليجية أثّرت على تماسكه، واستمر الفتور بين الدول لأكثر من ست سنوات. واستدرك قائلاً: “لكن خلال السنوات الثلاث الأخيرة بدأت الأمور تتحسن”، مضيفاً: “لا نريد لهذا المجلس أن يكون صورة مطابقة لجامعة الدول العربية، التي يصفها كثير من المحللين السياسيين بأنها تموت سريرياً”.

ورأى العريمي أن التاسع من سبتمبر (يوم العدوان الاسرائيلي على قطر) لم يكن يوماً عادياً في تاريخ المنطقة، وأن ما حدث في قطر سيغير كثيراً في التوازنات، وسيقرب إيران من دول الخليج ومصر، كما سيقرب دول الخليج وإيران والأردن من تركيا.

وأشارالعريمي إلى أن الأيام الأخيرة شهدت توقيع اتفاق مشترك بين السعودية وباكستان، كما وقعت الإمارات اتفاق تشارك عسكري مع الهند، وهي خطوات لم تكن لتحدث لولا العدوان الإسرائيلي على قطر.وختم العريمي حديثه بالقول: المنطقة مقبلة على صراع كبير خلال الأشهر القادمة، وسنتحد أو سوف نذوب جميعاً.من ناحية أخرى، يرى الصحفي ومستشار إدارة الأزمات ماهر أبو طير أن أي جسم عربي قائم حالياً يُعد ضعيفاً وغير فاعل، سواء جامعة الدول العربية أو مجلس التعاون الخليجي، حيث تعاني من خلافات وتمركز كل دولة في اتجاهات مختلفة، ما أدى إلى تفرق واضح بين الدول.وأوضح أبو طير أن مجلس التعاون العربي انقطعت أخباره فجأة ثم اختفى، في دلالة على أن شعارات الوحدة العربية لم تتحول إلى واقع ملموس.

وأضاف أن العالم العربي يعاني من حالة تفكك وارتباطه بمراكز دولية وإقليمية مختلفة، لكل منها أجندات متباينة، ومرجعيات سياسية متعارضة تعيق تحقيق الوحدة والوصول إلى مصالح مشتركة.واعتبر أبو طير أن خطورة وكلفة ما حدث في التاسع من سبتمبر قد تكون أشد من أحداث السابع من أكتوبر، محذراً من تداعياته العميقة على الأمن الإقليمي.وأكد أبو طير أن المنطقة ستظل مستباحة، ما لم تحدث مصالحة تاريخية بين الدول العربية والمراكز الإقليمية الأساسية، مشدداً على أن غياب هذه المصالحة سيقود المنطقة إلى ظروف أكثر تعقيداً خلال العامين المقبلين.وختم أبو طير بالقول إن المرحلة الحالية ستمتد إلى مرحلة أخطر، ما لم تتخلص الدول العربية، قدر الإمكان، من أطرها المرجعية التي تعيق بناء مشروع عربي مشترك ومستقل.

وعلى صعيد آخر، قال مدير عام المركز القطري للصحافة صادق العماري، إن “الآن هو الوقت المناسب للوحدة” العربية، لافتا إلى أن هناك العديد من الدروس المستفادة من العدوان الإسرائيلي على قطر، الذي وقع في التاسع من سبتمبر الجاري.

وفيما يخص القمة العربية الإسلامية، أكد العماري أن هذه هي أول مرة يتفق فيها العرب والمسلمون على شيء واحد. وأوضح أنه بالتوازي مع القمة، عُقد اجتماع لقادة مجلس دول التعاون الخليجي، وتم إصدار قرار بتفعيل آليات الدفاع المشتركة، ومعالجة القصور في هذه الآليات.وقال العماري إن من أهداف إسرائيل في عدوانها على قطر في 9 سبتمبر الجاري، إضافة إلى اغتيال قادة حماس، هو الإضرار بالعلاقات القطرية الأميركية، لكن قطر فطنت لهذا الفخ وحاولت ألا تتضرر هذه العلاقات.

مشيراً إلى أن قطر تعمل مع أميركا لإحلال السلام في الشرق الأوسط وإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.وحول العلاقات القطرية الأردنية، قال العماري إن الاستثمارات القطرية في الأردن كبيرة جداً، حيث تصل إلى 4.5 مليار دولار، وتشمل قطاعات الفنادق والمشاريع الإنمائية والتكنولوجية.

وأكد أن الأردن يمتلك قوة بشرية هائلة، ويحتل المرتبة الحادية عشرة عالمياً في المواهب والقدرات التكنولوجية، ما يجعله منجماً ذهبياً كبيراً للاستثمارات الخليجية، داعياً إلى زيادة هذه الاستثمارات في المملكة الأردنية.

وأشار العماري إلى أن السعودية والإمارات لديهما أيضاً استثمارات كبيرة في الأردن، موضحاً أن اهتمام دول الخليج بالاستثمار في الأردن

يأتي لأكثر من هدف، من بينها العلاقات الأخوية الثنائية التي تمتد لعمق تاريخي كبير، فرغم تعرضها لهزة عام 1990 أثناء غزو الكويت، إلا أن الصفحة طُويت وأُعيد بناء العلاقات، واستمرت حتى عام 2008، حين وقعت الأزمة المالية العالمية، ما دفع دول الخليج إلى اعتبار الاستثمار في الأردن وسيلة لتنويع استثماراتها والخروج من عباءة الاستثمار مع دول الغرب.وأضاف العماري أنه في عام 2011، طلبت دول الخليج من الأردن والمغرب الانضمام إلى مجلس التعاون الخليجي، ومنذ ذلك الحين لم تحدث تطورات كبيرة بشأن الانضمام الكامل، رغم وجود مجلس وزاري مشترك، حيث جرى آخر اجتماع منذ أشهر مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي.

وأوضح أن هذه الاجتماعات تشهد تعاوناً وطيداً في مجالات التعليم والصحة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات، مؤكداً أن عدم الانضمام الكامل للمجلس لم يمنع وجود تعاون مشترك بين دول الخليج والأردن.

وأشار إلى أن هناك فرصاً وظيفية كبيرة للأردنيين في قطر في مجالات التعليم والصحة والسياحة وتكنولوجيا المعلومات، قائلاً: “تلقيت تعليمي على أيدي أساتذة أردنيين”، ودول الخليج تشعر بضرورة الاستفادة من هذه المواهب.

وبيّن العماري أن هناك 75 ألف أردني يقيمون في قطر، فيما يبلغ عدد الجالية الأردنية في دول الخليج 750 ألف مواطن أردني يعملون في وظائف مرموقة ويشكلون شريكاً أساسياً في نهضة دول مجلس التعاون الخليجي، قائلاً: لم يتبق سوى الإعلان الرسمي عن انضمام الأردن إلى منظمة مجلس التعاون الخليجي، وما عدا ذلك فالتعاون موجود بكافة المجالات.

زر الذهاب إلى الأعلى