أخبار الاردن

في جلسة حول استقلالية وسائل الإعلام..البلشي: استقلالية الإعلام ممكنة ولكنها نسبية وتتطلب توازنا دقيقا


فرج: التشريعات عموما تضمن الاستقلالية.. لكن التطبيق يعرقلها
بوصفوان: الصحافة لا يمكن إلا أن تكون مستقلة وسلطة رابعة
الرميحي: الحديث عن سقف واسع للصحافة ليس واقعيا

الشاهين الإخباري

ناقشت جلسة رئيسية عقدت ضمن فعاليات ملتقى مستقبل الإعلام والاتصال موضوع “استقلالية وسائل الاعلام ..حقيقة ممكنة أم وهم؟”، وشارك فيها رئيس مجلس ادارة المركز القطري للصحافة سعد الرميحي ونقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي ونائبة رئيس شبكة سي إن إن كارولين فرج ورئيسة تحرير موقع العربية فلكس منى بو صفوان، ويسّرتها الإعلامية أريج القاسم.
إلى ذلك، قال نقيب الصحفيين المصريين خالد البلشي إن مفهوم الاستقلالية الاعلامية، وهل يمكن ان يكون الإعلام مستقلا؟ هو سؤال دائم الطرح، موضحا أن الأساس في الإعلام هو التنوع، و فكرة ان هنالك استبداد وسيطرة على وسائل الإعلام وتقييد هذا التنوع في الطرح، ليست دقيقة.
واكد أن استقلالية الإعلام ممكنة ولكنها نسبية، ولكن التوازن كذلك مطلوب. وأضاف أن الاستقلالية تعني أن تدافع عن قيم العمل ويكون لديك بيئة تساعد على ذلك ومساحات أوسع للتعبير، لذلك الاستقلالية قد تكون صحيحة في جزء معين، مبينا أن هنالك محددات للاستقلالية لا يمكن إنكارها.
وبين البلشي ان هنالك ازمة في التطور نفسه الذي أوجد مشكلة منصات التواصل الإجتماعي، وخلق بالتالي سؤال هل يمكن تحقيق الاستقلالية من خلال هذه الادوات الرقمية.
وقال إن “لدينا أدوات ومساحات حرة وسياسة تحريرية يضعها المالك سواء دولة أو مؤسسة خاصة او شخص، لذلك لا بد من وجود مناخ عام يتيح تنوع الأراء ضمن بيئة صحفية تحمي الصحفي”، منوها أن “هنالك العديد من المؤسسات الصحفية التي تحاول أن تخلق مساحات حرية تناول الآراء والأفكار وحرية تنوع المعلومات”.
وفي الوقت نفسه، شدد البلشي على “أننا نحتاج إلى خطوات ونقاط وقوانين تحمي الحريات”.
بدورها، قالت نائبة رئيس شبكة سي إن إن كارولين فرج، إن مفهوم استقلالية الإعلام “يعني قدرة الإعلام على العمل بحرية دون تأثيرات خارجية من حكومات أو احزاب أو مصالح اقتصادية وتغطية نزيهة وموضوعية للأحداث”، مبينة “أننا عندما ننطر للتشريعات فالأغلبية مضمونها العام تكفل ذلك، ولكن عند التطبيق تظهر المشاكل والعراقيل”.
وأشارت إلى أن “الاستقلالية تبدأ في حرية اختيار تعيين الموظف لهذا المنصب، فجانب من الاستقلالية يحمل معنى التمويل و التنمية الاجتماعية”، مضيفة أن “الاستقلال هو قدرة وسائل الإعلام على العمل بحرية دون تقييد، وقد تختلف الاستقلالية العربية والدولية، فدوليا هنالك تراخيص و اتباع التشريعات القانونية.. وكذلك للمواقع الالكترونية حال مختلف، لذلك الاستقلالية هي اقرب ما تكون للاستقلال”، مشيرة إلى أن “الجانب الاقتصادي له أثر كبير في استقلالية وسائل الإعلام”.

وفي المؤسسة الاعلامية التي تعمل بها، لفتت فرج إلى ان “هنالك فصل ما بين الدولة والسياسة وصناعة القرار، كما يتم الفصل كليا ما بين القطاع التجاري والقطاع التحريري، بمعنى لا يؤثر الإعلان والجانب التجاري على الجانب التحريري، فالبعد التجاري بيد الإدارة وسياسة تحريرية واضحة، وهذا هو الأصل الذي يجب اتباعه”.
واقترحت فرج أن “يتم إطلاق بعض الشركات الإعلامية وان تدخل السوق المالي، على ان يكون للصحفيين أسهم في الشركات التي يعملون بها، وبالتالي قد يؤثرون في الشركة إلى حد ما”، مؤكدة أن “تنظيم العمل الإعلامي مهم جدا والتوجيه بالطريقة السليمة هو أساس استقلالية الاعلام”.
من جانبها، اعتبرت رئيسة تحرير موقع العربية (فليكس) منى بوصفوان أن الصحافة المستقلة ضرورة وليست ترفا، بل “لا يمكن أن تكون الصحافة إلا مستقلة وبغير ذلك هي ليست صحافة، ويجب أن تكون سلطة مستقل بذاتها والصحفي، هو شريك نظام وناشط حقوقي وله دور مهم في البناء المجتمعي والتنمية السياسية فهو ليس عدو السياسي بل شريكه في بناء الوطن”.
وأشارت إلى أن اسم الموقع “العربية فلكس” يعني الاسم الذي أطلق قديما على اليمن، والتي تعني اليمن السعيد والأرض الخضراء وسط الصحراء، ولهذا اختارته اسم للموقع.
وقالت إن التمويل يجب ان يكون من الحكومة باعتبارها حق للمؤسسات الإعلامية، دون أن يعني ذلك سيطرة الحكومة عليها أو أن يعني تبعيتها لها، “فالصحافة هي السلطة الرابعة التي تراقب باقي السلطات الثلاث، ولا تعتبر حقيقية إن لم تكن بهذا الشكل، مع التأكيد على أن الصحافة شريكة للسلطات وليست عدوة لها”.
من جانبه، قال رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة سعد الرميحي إن هناك فرق كبير بين حقيقة ما نتغنى به من حرية الإعلام واستقلاليته وفضائه الواسع وبين هو قائم فعليا على أرض الواقع، والذي أوضح أنه بات يتطلب تنظيما للعمل الصحفي لغايات تطويره وتعزيزه، وليس فقط تنظيرا حول العقبات التي تواجهه.
وأضاف أن “المحطات التلفزيونية والمؤسسات الإعلامية أو الصحفية جميعها تخضع لمعايير معينة سواء معايير سياسية أو حزبية او دينية أو اجتماعية، بمعنى من يملك هذه الصحيفة أو تلك هو من يفرض عليها رأيه أو رأي الفئة التي تمتلك هذه الوسيلة الإعلامية، لأنه هي من تضع حدود معينة ولا يمكن الخروج عنها”.
وفي ضوء ذلك، أكد أن “الحديث عن سقف واسع للصحافة ليس واقعا”.
وحول دور الجامعات ومعاهد الصحافة والإعلام، شدد الرميحي على أن “خريجي الجامعات الإعلامية يطمحون للعمل في الحقل الإعلامي ويحتاجون إلى كبرى المؤسسات الإعلامية”،
مستدركا “إذا لم يكن للدولة دور كبير في احتضان النسبة الكبيرة من الخريجين والخريجات وتوفير فرص عمل لهم، فسيجدون صعوبة في الانخراط في مؤسسات إعلامية خاصة” .
وقال إن “المؤسسات الإعلامية العربية الخاصة في العالم العربي ضعيفة جدا، وتعتمد على التمويل المالي أو عن طريق الاشتراكات او الإعلانات التجارية، وإذ وجدت الحكومة أن الصحيفة أو الإعلام معارض للدولة فلن تعلن فيها خوفا على مصالحها”.
وطالب الرميحي “الدول العربية والخليجية أن توفر منابر إعلامية حكومية، وتحتضن هذه الكفاءات الكبيرة الموجودة من خلال توفير فرص للعمل بما يضمن تطور وتعزيز الإعلام في هذه الدول”.
وحول الإعلام في قطر، قال الرميحي “هنالك إعلام رسمي، منه مثلا مؤسسة الإذاعة والتلفزيون، ولكن في القطاع الصحفي للأسف جميع الموسسات الصحفية تعاني مر المعاناة، ولا يوجد لها دعم إعلامي”.
ولذلك طالب بضرورة وجود صحيفة أو مجلة حكومية تحتضن هذا الكم الكبير من الكفاءات وخريجي الإعلام .
ويقول “خريج الإعلام يدرس ليعمل في المجال الإعلامي، ويبني مستقبله بهذه الوظيفة ويحصل على دخل ومميزات وما يترتب عليها، بما في ذلك التدرج الوظيفي للوصول إلى مراتب أعلى”.
وأشار إلى أن “المؤسسات الإعلامية الخاصة تخضع لمعايير معينة قد تقلص الموظفين أو تخفض الرواتب أو التوزيع”، ولتجاوز ذلك شدد الرميحي على أهمية بناء جيل إعلامي متمكن، وقال “يجب أن نبدأ من مؤسساتنا الحكومية والتي بدورها تعطيه الثقة بنفسه ويستطيع من خلالها ان ينطلق”.
وقال الرميحي إن الإعلام “قد يصطدم بمواضيع عد ة منها سقف الحرية، وحرية تدفق المعلومات، ولكن لا يجب أن يأخذ ذلك بعين سلبية فقط، فهنالك أمور إيجابية يجب أن نركز عليها، والسلبيات يجب أن نتطرق لها لكن بموضوعية ودون تصفية حسابات”.
ولفت الرميحي إلى تجرب فضائية الجزيرة التي قال إنها “وجدت لتكون منبرا حرا لجميع الأصوات العالمية”، مضيفا “بلا شك؛ هنالك أناس لا تقبل ذلك، ولكن مع ذلك استطاعت القناة أن تكتسب شعبية كبيرة عالمية، وتحجز مكانة لافتة كمنبر للإعلام وتصبح صوت من لا صوت لهم، كأصوات غزة، أما على المستوى المحلي فطبيعة الشعب القطري مجتمع قبلي ولا يقبل أن نتحدث في أمور كثيرة للأسف فالروح القبلية حاضرة في الناس وأنت لا تستطيع أن تطلق حرية الإعلام دون النظر للواقع”.

زر الذهاب إلى الأعلى