أخبار الاردن

ملتقى «مستقبل الإعلام والاتصال» في عمّان يناقش التحولات الرقمية وحماية الصحفيين

الشاهين الاخباري – ملك سويدان

تحت رعاية وزير الاتصال الحكومي الدكتور محمد المومني و بمشاركة واسعة من قيادات إعلامية وخبراء في الاتصال الرقمي انطلقت في العاصمة الأردنية عمّان، اليوم السبت، أعمال الدورة الثالثة من ملتقى «مستقبل الإعلام والاتصال» شعار «الإعلام من الحرية والحماية إلى التمكين والتغيير»، بمشاركة نخبة من رؤساء تحرير الصحف وخبراء الإعلام الرقمي من الأردن والعالم العربي، لبحث التحولات الرقمية وحماية الصحفيين ودور الإعلام في مواكبة التغيرات التكنولوجية.

وناقشت الجلسة الرئيسية التي حملت عنوان «الصحافة الورقية والتحولات الرقمية… حقيقة أم شراء للوقت قبل الوداع؟» التحديات التي تواجه الصحافة التقليدية في ظل التحول المتسارع نحو الإعلام الرقمي، وآليات الحفاظ على المهنية والمصداقية وسط تغير سلوك الجمهور.

وأدارت الجلسة الإعلامية كاثي فراج، بمشاركة كل من السيد معن البياري، رئيس تحرير موقع «العربي الجديد»، والسيد خالد الشقران رئيس تحرير جريدة «الغد» الأستاذ مكرم الطراونة حيث استعرضوا تجارب مؤسساتهم الإعلامية في التكيف مع التحول الرقمي وابتكار نماذج عمل جديدة تواكب التغيرات التكنولوجية.

وأكد المتحدثون أن مستقبل الإعلام يتطلب إعادة صياغة العلاقة بين الحرية والمسؤولية، والاستثمار في المحتوى النوعي، وتطوير منصات تفاعلية جاذبة للجمهور، بما يعزز ثقة المتلقين ويحافظ على دور الصحافة كركيزة أساسية للديمقراطية وصنع القرار.

عُقدت الجلسة الثانية بعنوان: «البودكاست يكتسح.. فن جديد أم موضة زائلة؟» ضمن الجلسات المتوازية التي يناقش خلالها الملتقى مستقبل منصات الإعلام البديلة وأدوات الاتصال الحديثة.أدارت الجلسة السيدة هية جوهر، بمشاركة الإعلامي عامر رجوب، مقدم برنامج «صوت المملكة»، والسيد محمد العموش الرئيس التنفيذي لـ«صدى بودكاست».

وتطرقت الجلسة إلى أسباب صعود البودكاست في العالم العربي والعالمي، والتأثير المتزايد لهذا النوع من المحتوى الصوتي على أنماط الاستهلاك الإعلامي التقليدي، إلى جانب التحديات المتمثلة في التمويل وضمان جودة الإنتاج، وحماية حقوق الملكية الفكرية.

وأكد المتحدثون أن البودكاست لم يعد مجرّد «موضة» بل تحوّل إلى صناعة متنامية تستقطب جمهورًا واسعًا بفضل مرونتها وتخصص موضوعاتها وقربها من اهتمامات المستمعين، مشيرين في الوقت ذاته إلى ضرورة الابتكار في أساليب السرد الصوتي وتعزيز الشراكات مع المنصات الرقمية لضمان الاستدامة.

ويأتي تنظيم هذه الجلسة ضمن سعي الملتقى إلى استكشاف الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة أمام الإعلاميين العرب وإبراز تجارب جديدة قادرة على المنافسة في السوق الإعلامية المتغيرة.

وفي جلسة أخرى كان الحضور الفلسطيني حاضرًا بقوة حيث انعقدت جلسة بعنوان: «سيناريوهات الداخل الفلسطيني بعد حرب الإبادة على غزة» تناولت التحديات والتحولات الاجتماعية والسياسية التي يشهدها المجتمع الفلسطيني في الداخل.

أدارت الجلسة السيدة هديل نماس، بمشاركة السيد سامي أبو شحادة، رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي، والسيدة مها كركبي، الباحثة في قضايا التغير الاجتماعي في المجتمع الفلسطيني بالداخل.

وناقشت الجلسة انعكاسات الحرب على البنية المجتمعية والسياسية للفلسطينيين في الداخل والفرص المتاحة لتعزيز العمل الأهلي والسياسي في مواجهة سياسات التهميش والإقصاء إضافة إلى استشراف السيناريوهات المحتملة في المرحلة المقبلة.

وأكد المتحدثون أن ما بعد الحرب يشكّل محطة فارقة تتطلب رؤية استراتيجية شاملة تُعلي من قيمة الصمود المجتمعي وتُعيد ترتيب الأولويات السياسية والاجتماعية بما يضمن الحفاظ على الهوية الوطنية والحقوق المدنية للفلسطينيين في الداخلمن جهته تحدث السيد نضال منصور، مؤسس مركز حماية وحرية الصحفيين مشددًا على أن “الحريات الصحفية في المنطقة ما زالت تواجه تحديات كبيرة”ودعا إلى تبني “أطر تشريعية تحمي الصحفيين من الملاحقة والاعتداءات”.

أما سعادة السفير بيير كريستوف تشاتزيسافاس، سفير بعثة الاتحاد الأوروبي في الأردن، فأكد أن “دعم الاتحاد الأوروبي للصحافة المستقلة هو ركيزة في سياسته تجاه المنطقة”، مشيرًا إلى مشاريع شراكة مع مؤسسات محلية لتعزيز التدريب وحماية حرية التعبير.

وتناول السيد أنطوني بيلانجي، الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين قضية سلامة الصحفيين قائلاً: “لا يكفي التضامن اللفظي، يجب بناء آليات حماية حقيقية وتوفير شبكات دعم للصحفيين العاملين في مناطق النزاع”.

معالي الدكتور محمد المومني، وزير الاتصال الحكومي، أشار إلى أن “الحكومة الأردنية ماضية في تطوير البيئة التشريعية والإعلامية بما يتماشى مع المعايير الدولية”، وأكد التزام الأردن بحرية الصحافة “ضمن إطار سيادة القانون والمصلحة العامة”.

في كلمة لنائب نقيب الصحفيين عوني الداوود شدد ممثلو النقابة على أن “الصحافة الوطنية كانت ولا تزال شريكًا أساسيًا في الإصلاح والتنمية”، مع الدعوة إلى رفع مستوى التدريب المهني للصحفيين.

ويؤكد الملتقى من خلال جلساته المتنوعة على أهمية التكيف مع التحولات الرقمية، وحماية حقوق الصحفيين، وتعزيز حرية الإعلام كركيزة أساسية للتنمية والمجتمع المدني، بما يضمن استمرار الصحافة في لعب دورها الحيوي في نقل الحقائق وصناعة القرار.

زر الذهاب إلى الأعلى