أقلام حرة

على عهد العروبة


العنود ابوالراغب

في إقليم ملتهب ، تصاب القضايا العربية والإسلامية بجراحٍ غائرةٍ لا يداويها إلا موقفٌ شجاعٌ ووطنٌ صادق، تُسطّر كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في قمة الدوحة العربية الطارئة ميثاقًا جديدًا على موقف الأردن الثابت والراسخ وصدق العقيدة و العروبة والإنتماء، وعلى وجوب ردّ العنف بالحق.

إن ما جاء في كلمة جلالة الملك، من إدانةٍ صريحة للعدوان الإسرائيلي، وتأكيدٍ على أن أمن قطر “من أمننا جميعًا”، ليست مجرد عباراتٍ دبلوماسيةٍ تتداولها الالتزاماتُ فقط، بل هي تجسيدٌ حيٌّ لمبادئ المملكة الأردنية الهاشمية، وهي تؤكّد أن الأردن لن يقف متفرّجًا على ما يُرتكب من انتهاكات بحقّ الأشقاء، وبحقّ كرامة الأمة.

أيها القوم، إن العدوان على قطر ليس اعتداءً على بلدٍ شقيقٍ فحسب، بل هو استهدافٌ للسيادة العربية، وانتهاكٌ للقانون الدولي، وتجاوزٌ لكل الخطوط الحمراء. كما أوضح جلالته، إن التهديدات إذا تُركت دون موقفٍ رادعٍ فهي تُشرعن التمديات الجديدة، وتفتح الأبواب لمزيدٍ من الخطر. إن الردّ الواضح الحاسم، هو لحظة الشجاعة التي لا تلوي على شيء، التي تقول لا للظلم، لا للتجاوز، نعم للأخوة، نعم للعدل، نعم للعنفوان.

لقد دعا جلالة الملك إلى مراجعة أدوات العمل العربي والإسلامي المشترك؛ إلى أن لا تبقى الكلمات خفيفةً على الأرض، بل أن تُترجم إلى أفعالٍ قادرةٍ على حماية المقدسات، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من التهجيرٍ و الإبادةٍ و التجويع ، و سلبٍ حقوقه. وهذا النداء، هو من شرط الوفاء ، للقضية الفلسطينية التي كانت ومازالت وستبقى قضية الهاشمين القومية ووصايتهم الأبدية .

بين الصمت والخذلان من جهة، والموقف الحق والدعم العملي من جهةٍ أخرى، تختار الأمة من تقف معه، ومن تكون حليفًا له. وما اختاره جلالته، ليس إلا لأن يكون الأردن على العهد كما هو دائما، حاملًا راية الحق، محافظًا على ضمائر العرب، مدافعًا عن سيادة الأوطان، مستعدًا للتضحية في سبيل العدل والسلام.

فلتعلُ الأصوات وتتوحد الصفوف، ولتُكتب القرارات ولتكون المبادرات التي تُترجم على الأرض، ولتُسقط كل ذريعةٍ تفريقٍ، فالعدو لا يرى فرقًا بين هذا الوطن وذاك الشقيق إلا جهودنا، فإذا اجتمعنا، صار الحقّ سيفًا لا يلين، صار العدل نداءً لا يُخْرَقُ، وصار السلام هدفًا لا يُستعبد ، وصار النصر حتما .

سأختم بقولي إن فلسطينٌ عربيةٌ، القدس عربيةٌ، قطر عربيةٌ، الأردن عربيةٌ، وكلّ شبرٍ من تراب هذه الأمة يستحق أن يُرفع فيه الرأس، وأن تُمدَّ فيه اليد، لا بالمديح أو الشعارات فقط، بل بالأفعال التي تردّ العنف، وتمنع العدوان، وتحفظ للأمة كرامتها وحقّها في الحرية والعدل، حفظ الله الأردن شامخا حرا عزيزا كريما امنا مطمئنا في ظل سيدي ومولاي حضرة صاحب الجلالة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وأدام الله لنا جلالة سيدنا ملكا مدافعا عن الأوطان والعروبة عاش الملك.

زر الذهاب إلى الأعلى