أقلام حرة

رائد القطناني وعائلته والباب

كامل النصيرات

ذات يوم حدثتكم عن جاري الباب بالباب الفنان / الرسّام الملتزم “رائد القطناني / أبو محمد” .. سنوات والباب ذات الباب.. سنوات وأبناؤه يكبرون على عيني كما أبنائي بالضبط يكبرون على عينه.. سنوات وأنا وعائلتي نشعر بالأمان لأن رائد وعائلته المبدعة على بعد مترين فقط من بابنا.. (تسنيم) باكورة رائد هي الآن في قطر فقد استقرّت هناك قبل شهر لتشقّ طريقها بعد التخرّج وأتوقّع لها اسمًا سيصدع في عالم العرب بعد قليل.. و (رناد) التي تدرس الفنون في الجامعة الأردنية (زميلتي) وقريبًا ستتخرج والأولى على دفعتها.. و(محمّد) المبدع الاستثنائي الذي يناضل في تخصصه في جامعة الزرقاء.. و أصغر عنقودهم (شام) تلك الوردة الشاميّة الفلسطينية حقًّا فكل أيّامها في العمارة منذ الخطوة الأولى لقدميها إلى استقرارها الدائم على باب العمارة مع بنات جيلها الغضّ يلعبن و يرسمن أحلام المستقبل..
أمّا “أم محمّد” صانعة هؤلاء مع “أبو محمد” فلن أنسى يوم نتائج التوجيهي قبل أقل من شهر حين خرجت نتيجة “ابني وطن” وكلّ عائلتنا لا أحد فيها “بعرف يزغرت” فإذا بأم محمّد تطل على بابنا والدموع تنهمر من عيونها وهي “تزغرت” وتقول لي من بعيد: مبروك مبروك .. وتواصل نوبة جولة الدموع والزغرتة..!
لماذا فجأة هكذا أحدثكم عنهم.. لأنهم رحلوا قبل أيّام.. اختاروا مسكنًا أفضل ورغم أنه ليس ببعيد عنّا إلّا أن الباب الذي أمام بابنا لم يعد يمسك مقبضه أيٌّ منهم.. صار الباب الذي بالباب لا هيبة له كما السنوات الكثيرة التي مرّت.. لم تعد مسافة المترين بين البابين مسافة قلبين لعائلتين ما حمل أحدهما على الآخر بل كانا ظلّين ظليلين يستفيء بهما كل من لجأ ولو بالصدفة إليهما..
يرحل رائد القطناني وعائلته عن بابنا ولا ترحل معه كل الذكريات التي صنعها ابناؤنا أكثر منا مع بعضهم.. يرحلون قريبًا ولكن ليس في بابهم الجديد باب كبابنا ولم يعد في بابنا باب كبابهم..
سنلتقي يا رائد ..ولكن.. في الشوارع القريبة أو البعيدة حيث لا باب ولا جرس ..!

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى