رياضة

وفاة إبراهيم شيكا.. شبهة إهمال وسرقة أعضاء تُفجّر قضية رأي عام في مصر

الشاهين الاخباري

تتفاعل في مصر قضية وفاة لاعب الزمالك السابق إبراهيم شيكا، بعد تصريحات مثيرة لمحامي الأسرة، أثارت الشكوك حول وجود إهمال طبي وربما ما هو أبعد من ذلك. اللاعب الشاب، الذي توفي في 12 أبريل الماضي عن عمر ناهز 28 عامًا، كان قد عانى من سرطان المستقيم، قبل أن تتوقف حياته وسط ظروف وصفتها أسرته بـ”الغامضة والمريبة”.

ماجد صلاح، محامي العائلة، أوضح أن الأسرة بصدد ملاحقة كل من يثبت تقصيره أو إهماله قانونيًا، مشيرًا إلى وجود شبهات جدية تحيط بطريقة العلاج ومكان تلقي الرعاية الطبية. واستند صلاح إلى مقاطع فيديو توثق خضوع شيكا لإجراءات طبية من قِبل أطباء غير مختصين في علاج الأورام، مما يطرح تساؤلات عن مدى كفاءة الرعاية التي تلقاها اللاعب.

وفي تصريح مفاجئ، أشار المحامي إلى أن والدة شيكا لاحظت وجود جرح غير مبرر في الجانب الأيمن من بطنه، ما أثار شكوك الأسرة حول احتمال خضوعه لعملية لم يتم الإعلان عنها. وتم تقديم بلاغ رسمي للنائب العام برقم 5139 لسنة 2025، تطالب فيه الأسرة بالتحقيق في احتمال “سرقة أعضاء” من جسد نجلها.

الأمر لم يتوقف عند ذلك، فقد أضاف المحامي أن شهادة الوفاة الصادرة تشير إلى “السدة الرئوية غير المصاحبة لقلب رئوي حاد” نتيجة جلطة دموية، وهو تفسير وصفه بـ”غير الكافي”، موضحًا أن هذا النوع من السدات لا يؤدي إلى وفاة مفاجئة في الغالب، ما يعزز فرضية الإهمال أو تضارب التقارير الطبية.

من جهته، نفى الدكتور محمد سعد العشري، أستاذ علاج الأورام بطب المنصورة والطبيب المعالج لشيكا، كل هذه الشبهات، مؤكدًا أن اللاعب تلقى العلاج ضمن فريق متخصص، وأن الفحوصات الأخيرة أكدت وجود الأعضاء الحيوية (الكبد والكليتين) بشكل طبيعي.

النيابة العامة بدأت التحقيق رسميًا في القضية، حيث استمعت إلى أقوال والدة اللاعب وشقيقه، مع الترتيب لجلسة جديدة الثلاثاء المقبل لجمع تقارير وأشعة وفحوصات تشخيصية تتعلق بمسار علاج اللاعب. كما وجّهت النيابة بتشكيل لجنة من الطب الشرعي لدراسة إمكانية استخراج الجثمان وتشريحه، في خطوة قد تحسم الجدل المثار.

رحيل شيكا فجّر حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا أن اللاعب الشاب كان يحظى بتعاطف واسع بعد إعلانه إصابته بالسرطان، حيث تلقى دعمًا من شخصيات عامة أبرزها الفنان تامر حسني، الذي تكفل بجزء من نفقات العلاج.

وتعيد هذه الحادثة تسليط الضوء على أزمة الإهمال الطبي في مصر، حيث يعاني القطاع الصحي من نقص في التمويل وضعف في البنية التحتية. ووفقًا لتقرير منظمة الصحة العالمية (2023)، لا تزال مصر تخصص فقط 5% من ناتجها المحلي للقطاع الصحي، مما ينعكس سلبًا على الخدمات المقدمة في المستشفيات العامة، بما في ذلك غياب المتخصصين ونقص الأجهزة الحيوية.

قضية شيكا مرشحة لتكون واحدة من القضايا الإنسانية والصحية الأبرز هذا العام، وسط ترقب واسع لنتائج التحقيقات وتفاعل جماهيري يطالب بالعدالة، لا سيما في بلد تتكرر فيه مآسي مشابهة بصمت.

زر الذهاب إلى الأعلى