
اغتيال أم حرب إعلامية؟ أبو عبيدة يثير الغموض!
الشاهين الاخباري
ما زال الغموض يحيط بمصير المتحدث باسم “كتائب القسام” الجناح العسكري لحركة حماس، المعروف بـ”أبو عبيدة”، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، يوم 30 أغسطس/ آب الماضي، أنه نفذ “محاولة اغتيال” استهدفته في مدينة غزة، دون أن يؤكد في حينه مقتله.
وفي اليوم التالي، قال وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن “الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك نفذا عملية مشتركة في غزة، أسفرت عن مقتل أبو عبيدة”. لكن حماس، حتى الآن، لم تصدر أي بيان رسمي يؤكد أو ينفي هذه الرواية.
ويأتي الإعلان الإسرائيلي بعد يومين فقط من خطاب لأبو عبيدة وصف فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزراءه بـ”مجرمي الحرب”، مؤكداً أن “مدينة غزة ستزيد من فرص المقاومة في أسر جنود إسرائيليين”.
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، علق قائلاً: “ننتظر نتائج العملية. لاحظت أن إعلان حماس تأخر قليلاً، ويبدو أنه لا يوجد من يطلعنا على هذا الأمر”، في إشارة تحمل دلالات على محاولته استثمار الموقف في الدعاية السياسية والعسكرية.
وبحسب مراقبين، فإن صمت حماس حتى الآن يثير التساؤلات حول حساباتها، إذ قد يكون جزءاً من استراتيجية خلق حالة من الترقب وعدم اليقين، خصوصاً وأن هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها إسرائيل اغتيال أبو عبيدة ليتبين لاحقاً أنه ما زال على قيد الحياة.
من هو أبو عبيدة..؟
أحد المسؤولين الميدانيين في “كتائب القسام” منذ عام 2002.
تولى منصب المتحدث باسم الجناح العسكري لحماس عام 2004.
ذاع صيته بعد الإعلان الملثم عن أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
تعرض لمحاولات اغتيال متكررة في 2008 و2012، وآخرها العملية المعلنة مؤخراً.
اسمه الحقيقي – بحسب إسرائيل – هو “حذيفة الكحلوت”، فيما تقول مصادر إنه ينحدر من قرية نعليا المهجرة عام 1948 وكان يعيش في جباليا.
بات رمزاً في الحرب النفسية التي تخوضها حماس، وملقباً بين الفلسطينيين والعرب بـ”الملثم”.
ويجمع متابعون على أن “رمزية أبو عبيدة” تتجاوز شخصه لتشكل جزءاً من معركة الوعي والدعاية المتبادلة بين حماس وإسرائيل، حيث تسعى تل أبيب لتوظيف خبر اغتياله كـ”نصر عسكري وسياسي”، بينما ينتظر الرأي العام الفلسطيني والعربي ما إذا كانت حماس ستعلن اغتياله رسمياً أم يطل هو بنفسه لينفي مقتله ويتوعد إسرائيل من جديد.