
(الأردن لا يُخترق… ومن يدافع عن الخائن، فهو خائن مثله)
ميساء غازي
في هذا الوطن الأبيّ، الأردن، لا مكان للفتنة، ولا موطئ قدم للطائفية، ولا عذر لأي مستتر خلف عباءة الدين ليمرر خيانته. من يتلوّن باسم المقاومة أو العقيدة ليبرر زرع الشك، أو يحاول المساس بأمن الأردن، فهو ليس سوى أداة مأجورة، وخنجر مسموم في ظهر الوطن.
الأردني لا يُعرف بشعاراته، بل بمواقفه حين تشتد المحن. الأردني يرى الوطن أولاً، والقيادة الهاشمية تاجاً على رأسه، والأجهزة الأمنية درعاً وسيفاً، والشعب نسيجاً واحداً لا تنفذه الطعنات. لا مكان بيننا لمن يدافع عن خائن بحجة الدين، أو يبرر التخريب بحجة نصرة قضية.
نحن نعلم عدونا، ونقف مع قضايانا العادلة، لكننا نرفض أن تُتخذ غزة ستاراً للتسلل إلى خاصرتنا. من صنع سلاحاً في الخفاء ليمسّ أمن الأردن، لا يسمّى مقاوماً، بل مخرباً. ومن برر له أو دافع عنه، فمكانه ليس بيننا. الأردن ليس ساحة فوضى، ولا دولة تنهار بثغرة، نحن دولة ذات سيادة لا تعلو عليها سيادة، ولن تكون يوماً أرضاً لميليشيا أو مشروع ظلامي.
من يلوّح بحب الأردن، ثم يتطاول على أمنه أو يدافع عن من يهدده، فهو خائن، حتى لو زعم الولاء. الولاء لا يكون بالكلمات، بل بالفعل، والفعل لا يكذب.
وهنا، في بلدنا، لا نسأل أحداً عن دينه لنقيس انتماءه، فالأردني يُعرف من مواقفه، من اسمه الذي قد يكون “عبدالله” أو “خالد” أو “يوسف” أو “موسى” أو “محمد”، لكنه قبل كل شيء… أردني. في الفحيص، يتقدم العلم الأردني الموكب، وفي الكرك يسلّم خوري هلساوي محرمة الدم لشيخ من المجالي. نحن نكتب تاريخنا بالمحبة، لا بالحقد. ونحتكم إلى القيم الأردنية التي تقدّم الوحدة على كل خلاف، والكرامة على كل مذهب.
لقد حاولوا أن يزرعوا الطائفية بيننا، مرة بالدين، وأخرى بالهوية، وثالثة بالشائعات… لكنهم فشلوا، لأن هذا الوطن خُلق من العزة، وتربى على الوفاء.
أردننا سيقوم، لأننا خُلقنا من صخر الكرامة، لا تنال منا الأزمات، ولا تزعزعنا الفتن. ننهض من تحت الركام، ونحمل على أكتافنا اسم الوطن بفخر، لأن “الأردن أولاً” ليست شعاراً نردّده، بل إيماناً نحياه، وعهداً لا نخونه… ومن يخون العهد، فلا مكان له بيننا.
نحن الأردن، والأردن نحن.