
رحيل غطاس صويص نزيه أبو نضال
حمادة فراعنة
قد لا يعرف بعض أهالي الفحيص أن أخاهم الراحل غطاس جميل صويص لديه اسم حركي هو نزيه أبو نضال، وقد لا يعرف بعض رفاقه أن اسم نزيه أبو نضال الحقيقي هو: غطاس صويص.
لقد رحل غطاس صويص نزيه أبو نضال، ابن الفحيص العربية الأردنية المسيحية، الذي سبق له وان ترك دراسته في القاهرة رداً على فجيعة نكسة حزيران 1967، والتحق بصفوف الثورة الفلسطينية، و قضى فترة التدريب في معسكر الهامة في دمشق، وواصل طريقه وخياره مناضلاً في صفوف حركة فتح، متأثراً بالقادة اليساريين الاممين الذين انتزعوا الحرية والاستقلال والكرامة لشعوبهم في مواجهة الغزاة الطغاة، ومنهم من ترك وطنه وشعبه ليقاتل بصفوف المعذبين الذين يستحقون التضحية والشراكة والتضامن، والنضال ضد الاحتلال الاجنبي، هذا ما فعله غطاس صويص.
نزيه أبو نضال، ابن الأردن، العربي المسيحي الذي التحق بصفوف الثورة الفلسطينية للعمل والنضال ضد المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، حاملاً راية الانخراط بالعمل المسلح، و ممارسة الكتابة والرواية وإشاعة الثقافة تعبيراً عن الانحياز الوطني القومي لفلسطين وشعبها وقضيتها.
نعته عائلته: زوجته وأولاده وأشقاؤه وعموم أقاربه بمباهاة وفخر بقولهم: «توفي غطاس عن عمر يناهز 82 عاماً، عاشها سعيداً بروحه الإنسانية المعطاءة المرحة، بعروبته ومقاومته ووطنيته وقلمه وكتاباته وإنجازاته».
مباهاة يرون فيها ردا على كل من لا يملك روح الأردن، ولا يفخر بماضيه و لا يختار الحرية والكرامة، نحو فلسطين ونضال شعبها، ومشاركته الفعل والأمل نحو المستقبل المشترك لأردن آمن مستقر متقدم تعددي ديمقراطي، و مع فلسطين حُرة مستقلة تدحر الاحتلال وتهزم مشروعه الاستعماري التوسعي.
في الفحيص، كان نزيه أبو نضال ينتظر الفجر ، وبزوغ الإشراق صباحاً نحو الغرب، ليرى القدس يقظة متحفزة، تنظر للأمل، للإسناد، للتضامن ويكتب لها بلهفة العاشق، كان يتمنى أن يُدفن بالقرب من كنيسة القيامة بالقدس، أو كنيسة المهد في بيت لحم، أو كنيسة البشارة في الناصرة، تأكيداً على خياره الفلسطيني، وتمنى شراكته في الانتقال نحو فلسطين الحرة المستقلة، ليكون بجانب السيد المسيح الذي ولد مع رسالة المحبة والسلام والكرامة وقضى من أجل الخلاص الإنساني في مواجهة الظلم والاحتلال الأجنبي.
لم يكن غطاس صويص، الخيار الوحيد من قبل الأردنيين نحو الفلسطينيين، بل سبقه العشرات والمئات من الشهداء ومن المناضلين ومن الانحيازات، دفاعاً عن أمن الأردن ودعماً لحرية فلسطين.
ولهذا سيذكره الأردن، وتذكره فلسطين باعتباره جسر العبور الإنساني الذي سيتوج بالانتصار، ونحن نشهد تضحيات شعب فلسطين في غزة والقدس والضفة ومناطق 48، وما الأفعال الأردنية من جبهة المواجهة السياسية الدبلوماسية التي يقودها رأس الدولة الملك عبدالله، ومعه وزير الخارجية، ومستشفيات الخدمات الطبية في غزة والضفة، وجهود الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية بالتزويد الغذائي والإغاثي، ومظاهرات الأردنيين الاحتجاجية التضامنية، وجهود أبناء وزارة الأوقاف الأردنية من المتفرغين العاملين في القدس، تنفيذاً للوصاية الهاشمية والرعاية الأردنية، سوى جهد التكامل الوطني القومي الأردني نحو فلسطين.
لغطاس الرحمة، ولأسرته العزاء، ولشعبنا مواصلة الطريق من عمان نحو القدس.