
كيف تميّزين بين النشاط العادي واضطراب فرط الحركة عند طفلك؟
الشاهين الاخباري
إذا كنتِ أمًا لطفل في سن ما قبل المدرسة، فأنتِ بالتأكيد تعرفين كم يمكن أن يكون صغيرك مليئًا بالطاقة، وفضوليًا، لا يتوقف عن الكلام، يطرح ألف سؤال في الدقيقة، يعشق الحركة والاستكشاف يتسلّق الكراسي والطاولات وكأن البيت حديقة مغامرات ويبدو أنه لا يتعب وكأن بطاريته لا تنفد أبدًا.
في هذه المرحلة العمرية، يتعلّم الطفل من خلال الحركة واللعب والتجربة، كما أنه قد يجد صعوبة في الجلوس لفترة طويلة أو التركيز في نشاط لا يحتوي على شاشة، هذا كله طبيعي جدًا ومتوقع.
لكن ماذا لو شعرتِ أن طفلك مختلف؟ أن حركته زائدة عن الحد؟ أن تركيزه شبه معدوم؟ كيف تعرفين إن كان الأمر مجرد “نشاط طفولي”، أم أنه قد يكون مؤشرًا لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD)؟
كل طفل نشيط.. ولكن ليس كل نشاط طبيعي
هناك فرق واضح بين النشاط الطبيعي والسلوك الذي يتجاوز الحد المعقول، الفرق يبدأ عندما يؤثر هذا السلوك على قدرة الطفل على التفاعل مع من حوله، أو على سلامته الشخصية.
على سبيل المثال، في عمر 3 سنوات، يستطيع أغلب الأطفال فهم التحذيرات البسيطة، كعدم لمس الموقد الساخن، في عمر 4 سنوات، يصبح الطفل أكثر وعيًا بالمخاطر، ويتعلّم كيف يضبط سلوكه حسب الموقف. أما في عمر 5 سنوات، فيُتوقع أن يلتزم بالقواعد الأساسية، ويشارك الآخرين اللعب، ويُبدي انتباهًا لأنشطة لا تشمل الشاشات لمدة تصل إلى 10 دقائق.
تعكس هذه المهارات الإنجازات المتوقعة لما لا يقل عن 75% من الأطفال في كل فئة عمرية، فإذا لاحظتِ أن طفلك لا يكتسب هذه المهارات مثل أقرانه، فهنا تبدأ المؤشرات التي يجب مراقبتها.
علامات لا يجب تجاهلها
هناك سلوكات معيّنة لا يجب أن تمر مرور الكرام، ليست كل طاقة زائدة دليلًا على اضطراب، لكن بعض الإشارات المتكررة قد تكون دعوة لنتوقف قليلًا عندها، إليك أبرز العلامات التي تستدعي الانتباه:
صعوبة في التركيز على الأنشطة غير المرتبطة بالشاشات لأكثر من 5 إلى 10 دقائق في عمر 5 سنوات، مع حركة مفرطة أو تسلق متكرر في مواقف لا تتطلب نشاطًا بدنيًا.
الانتقال من لعبة إلى أخرى بسرعة أو لا يستطيع اللعب بلعبة واحدة لفترة مناسبة.
التصرف بتسرع وعدم القدرة على الانتظار أو الوقوف في طابور.
مقاطعة البالغين باستمرار في أثناء الحديث أو المكالمات.
تجاهل التحذيرات والتصرف بطرق غير آمنة، كالجري نحو الشارع أو لمس أدوات ساخنة.
التحدث كثيرًا أو إصدار أصوات عالية في أوقات تتطلب الهدوء، مثل أداء الواجبات أو الاستماع للمعلمة.
النشاط المستمر وصعوبة تهدئة الجسم.
التفاعل المفرط أو الاندفاعي في المواقف الاجتماعية.
تحديات في تكوين صداقات أو اللعب بشكل منظم مع أقرانه.
ماذا يعني ذلك؟ لا تتسرّعي بالحكم
ليس كل طفل نشيط هو بالضرورة مصاب باضطراب فرط الحركة، بعض الأطفال يتأخرون في اكتساب المهارات الطبيعية، أو يمرون بفترات من التوتر والقلق قد تظهر على شكل سلوك زائد أو تشتت. ومع ذلك، إن اجتمعت مجموعة من هذه السلوكات وكانت تؤثر على حياته اليومية بشكل واضح، فربما حان الوقت للتحدث مع معلمته ومشاورة مختص وعدم ترك الأمر من دون علاج.
فوشيا