
يوم العلم الأردني: رمز السيادة ووحدة الانتماء
خلدون حامد عليدي
في كل عام، يحتفل الأردنيون بـ يوم العلم، هذا الرمز الذي لا يحمل فقط ألوانًا ترفرف فوق المباني والسيارات، بل يحمل في طياته تاريخًا طويلًا من النضال، والهوية، والانتماء. لم يكن اختيار يوم للاحتفال بالعلم عبثيًا، بل جاء استجابة لحاجة وطنية لترسيخ رمزيته في وجدان الأجيال، وتأكيد حضوره كأحد أبرز معالم الدولة الأردنية الحديثة.
جاءت الفكرة من إدراك عميق لأهمية الرموز الوطنية في تعزيز الهوية والانتماء، فالعلم الأردني ليس مجرد قطعة قماش، بل هو راية الثورة العربية الكبرى، وهو الراية التي توحدنا جميعًا تحت مظلة الدولة ومؤسساتها. وقد أُقرّ يوم العلم ليكون مناسبة وطنية نحتفي فيها برايتنا التي رفرفت منذ تأسيس الإمارة وحتى اليوم، ورافقَتنا في كل مفاصل بناء الدولة الحديثة.
يوم العلم مناسبة نشهد فيها تفاعلًا شعبيًا ورسميًا واسعًا: الأعلام تزين الشرفات، والمواكب تجوب الشوارع، والأناشيد الوطنية تتردد في كل مكان. نرتدي الألوان التي تشكل علمنا، ونرفع رؤوسنا فخرًا، ليس فقط بالعلم، بل بما يمثله من تضحية، وكرامة، وسيادة.
من الاحتفال إلى الفعل: ترجمة الروح الوطنية
لكن يبقى السؤال الأهم: كيف ننتقل من مظاهر الفرح إلى جوهر المناسبة؟ كيف نترجم حبنا للعلم إلى أفعال؟
الجواب يكمن في العمل؛ أن نخدم وطننا بإخلاص في مواقعنا، أن نحافظ على مؤسساته، أن نحترم قوانينه، وأن نربي أبناءنا على معاني الانتماء الحقيقي.
العلم الأردني لا يعلو فقط بالهتاف، بل يعلو أكثر حين ينعكس فخرنا به في سلوكنا، في أدائنا، في حرصنا على مصلحة وطننا فوق كل اعتبار.
يوم العلم ليس مجرد احتفال، بل هو دعوة مفتوحة لكل أردني وأردنية أن يجدّد العهد مع الوطن، ومع القيم التي يمثلها هذا العلم الأشم. فلنكن جميعًا جنودًا للراية، نبني ونحمي ونعلو… كما يعلو علمنا دائمًا في سماء المملكه