
نتنياهو: هل يخرج من الفشل والإخفاق؟
حمادة فراعنة
فشل نتنياهو واخفاقه في الجولة الأولى من عدوانه وحربه وهجومه الشرس على قطاع غزة منذ 8 من تشرين أول أكتوبر 2023، حتى توقف إطلاق النار يوم 8 كانون ثاني يناير 2025، بفعل قرار وضغط أميركي من قبل الرئيس ترامب عليه شخصياً.
فشل نتنياهو واخفاق حربه خلال الجولة الأولى، على الرغم مما سببه من قتل وتدمير بحق المدنيين الفلسطينيين، قتل حوالي خمسين ألفا، وجرح ضعفهم أكثر من مئة الف وتدمير ثلثي مساكن مدن وأحياء قطاع غزة، ومع ذلك فشل في تحقيق الأهداف التي حدد تحقيقها في الجولة الأولى.
في 18 آذار مارس استأنفت قوات المستعمرة هجومها على قطاع غزة، بعد أن تمكن نتنياهو من تغيير القيادات السياسية والعسكرية والأمنية التي قادت المرحلة الأولى، ووصلت إلى قناعة وقرار بضرورة وقف إطلاق النار وإعطاء الأولوية لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وتقييمها أن لا أهداف استراتيجية متبقية في قطاع غزة يمكن استهدافها.
القيادات الجديدة: وزير الدفاع، رئيس الأركان، رئيس الموساد، رئيس أمان، وظفها نتنياهو لصالح استئناف الحرب والهجوم، وتجاوبت معه، وبدأت هجومها الأكثر شراسة على قطاع غزة، بهدف السيطرة الأمنية وإعادة احتلال قطاع غزة، مما يوفر لنتنياهو الخروج من مأزق الفشل والاخفاق، والتهرب من تشكيل لجنة التحقيق المدنية، وفق مطالب المحكمة العليا، على خلفية فشل حكومته في: 1- مفاجأة عملية 7 أكتوبر، 2- الفشل في معالجة نتائج عملية 7 أكتوبر وتداعياتها.
الهجوم يوم 18 آذار مارس تم بعد:
1 – تغيير القيادات العسكرية والأمنية الإسرائيلية.
2 – توفر الغطاء السياسي من قبل الرئيس ترامب شخصياً.
3 – ما وفرته له الولايات المتحدة من تسليح لتغطية احتياجاته من الذخائر التي تم استنزافها خلال المرحلة الأولى من الحرب، وخاصة القنابل الثقيلة التي أحجم الرئيس الأميركي السابق بايدن على تزويد المستعمرة بها.
ليست المرحلة الثانية من الهجوم والعدوان والحرب الإسرائيلية التي بدأت من يوم 18 آذار مارس 2025، مجرد استئناف للجولة الأولى، بل تستهدف تغيير كافة النتائج والمعطيات، لتغيير المشهد السياسي برمته، انعكاساً للوضع العسكري المستجد نتاج الحصار والتجويع وتمزيق جغرافية قطاع غزة واحتلالها، بما فيها المناطق المحاذية للحدود المصرية، والمحاذية للبحر، إضافة إلى الحدود الملاصقة لحدود مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، وبالتالي تطويق قطاع غزة من الجهات الأربعة، وحشر السكان وسط قطاع غزة، مع استمرار القصف والحصار والتجويع ومنع المستلزمات والضرورات المعيشية والغذائية والعلاجية، وتدمير كافة عناوين الخدمة المدنية من مستشفيات ومدارس وكافة عناوين اللجوء والمخيمات، بدون أي نوازع رادعة للقتل والتصفية والتدمير، وجعل قطاع غزة حقاً غير مؤهل للحياة والعيش السوي الطبيعي.
تدمير المجتمع المدني الفلسطيني برمته في قطاع غزة، يؤدي كما يريد أن يُنهي المقاومة، عبر التأثير على حاضنتها الشعبية، فقد انخرط في صفوف المقاومة عناصر شابة مستجدة، وتم تجنيد أكثر من عشرة الآف شاب جديد التحقوا بصفوف المقاومة تعويضاً عما فقدته في حربها الأولى، وبذلك يسعى لتغيير المعطيات من الاخفاق والفشل الذي وقع فيه خلال الجولة الأولى وما بعدها، حيث كانت النتائج السياسية وفق صيغة الاتفاق إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين مقابل الانسحاب الكامل من قطاع غزة، وهي صيغة تعني الفشل والاخفاق، بل عنوان لهزيمة المستعمرة وحكومتها، ولذلك يسعى نحو تغيير هذه العناوين نحو النجاح والانتصار على قطاع غزة، فهل يتمكن من ذلك؟؟