
أردنيون ضد العصيان
العنود أبو الراغب
في لحظةٍ وطنية حقيقية من تاريخ الأوطان، تظهر المعادن الحقيقية للشعوب، وتنبض القلوب بنبض الأرض، ويعلو صوت الانتماء الحقيقي فوق كل صوت ويصدح، فنحن الأردنيين أبناء هذا الوطن الأصيل، أبناء عشائره، لا نبيع الوطن، ولا نسير إلا خلف القيادة الهاشمية، خلف قائدنا المفدى، سيدنا وسيد الدار، جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين. نحن معه، ومع جيشه، ومخابراته، ورجال أمنه. نحن مع الوطن ومصلحة الوطن، كلنا جنود الأردن.
الأردن هوية راسخة في الوجدان، وسيف في وجه كل من يحاول العبث والفوضى. فنحن الأردنيين الشرفاء نقف اليوم يدًا واحدة، وكتفًا بكتف، نهتف بصوت واحد: “لن نعصي وطننا، ولن نخذل قيادتنا”.
العصيان ليس من شيم الأحرار، وليس من طبع الأردنيين. فالولاء في الأردن فطرة، والانتماء عقيدة، والحرص على أمن الوطن مسؤولية مشتركة يتقاسمها الجميع.
فدائمًا يثبت الأردنيون أن جبهتنا الداخلية محصنة، وأننا سورٌ لا يُخترق، وأننا شعب عظيم لا يُستفز، ولا يُغرَّر به.
لقد أثبت الأردني أنه حين يُمتحن يختار دائمًا طريق العقل والحكمة، لا طريق التخريب والتمرد. فكم حاول أصحاب الفتن والأبواق المشبوهة حبك المؤامرات، إلا أنها سقطت، مؤامرةً تلو الأخرى، بوعي هذا الشعب العظيم. فكل محاولة لزرع الفتنة في هذا البلد الطيب تنكسر على صخرة الوعي الشعبي، فالحناجر في الأردن لا تنادي إلا للوطن والملك.
فالأردنيون يرسمون دائمًا أجمل صور الانتماء والولاء، ولا ينجرّون خلف الفتن ودعاوى العصيان، لأنهم يعلمون ويدركون جيدًا أن الخاسر الأكبر سيكون الوطن. ولأن الوطن هو الأردن، والأردن عزيز، عظيم، ينبض بالحب والكرامة، ويُفدى بالمهج والأرواح.
وسيبقى دائمًا عصيًّا على الحاقدين، وعصيًّا على العصيان، ما دام في قلب كل أردني نبض وفاء، وفي عيونه وميض عزّ. وستبقى الراية خفّاقة، لأن الأردنيين اختاروا الولاء، وساروا مع الوطن، ومصلحة الوطن فوق كل اعتبار. ونعمة أمن الوطن يجب أن تُصان، وسيبقى الأردن حرًّا، عزيزًا، كريمًا، آمنًا، مطمئنًا بفضل الله، ثم بحنكة قيادته ووعي شعبه.