أقلام حرة

الحضور الفلسطيني والانحسار الإسرائيلي

حمادة فراعنة

بات الفلسطينيون مسلحين بروافع سياسية مهمة، بعد التضحيات والصمود، مقابل الإخفاق الإسرائيلي وجرائمهم ضد الشعب الفلسطيني، أوقعتهم بالعزلة والانحسار، رغم الدعم الأميركي الأقوى لهم.
يملك الفلسطينيون مجموعة من العوامل السياسية التي شكلت روافع داعمة لهم، بشكل واضح بارز:
أولاً صمودهم الاستثنائي في قطاع غزة، في مواجعة الغزو والعدوان والهمجية والفاشية للمستعمرة بشكل فاقع متمثلة: بالقتل والدمار واستهداف المدنيين، الذي تحول إلى حالة تعاطف إنساني داعم ومساند لهم.
ثانياً قرارات القمة العربية في اجتماع القاهرة يوم 4/3/2025، وسبقتها القمة الخماسية في الرياض يوم 21/2/2025.
ثانياً قرارات الاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي يوم 7/3/2025 في جدة.
رابعاً مواصلة الجهد العربي، عبر الوفد الوزاري الخماسي من وزراء خارجية: مصر والسعودية، والأردن، وقطر والإمارات، ومعهم عضو تنفيذية منظمة التحرير حسين الشيخ، وتحركها في دعم وإسناد الموقف الفلسطيني، وتلبية متطلباته، بما فيها التفاوض المباشر مع ممثلي الإدارة الأميركية:
1- ستيف ويتكوف، المبعوث السياسي للإدارة الأميركية نحو العالم العربي، وموسكو وأوكرانيا.
2- إريك تريجر مسؤول ملف الشرق الأوسط لدى مجلس الأمن القومي الأميركي.
خامساً: بلدان أوروبا الغربية التي عبرت عن تعاطفها ودعمها للمطالب الفلسطينية الملحة.
مقابل حصيلة الصمود الفلسطيني، والتضامن العربي الإسلامي، مع عدالة المطالب الفلسطينية، وشرعية النضال الفلسطيني من أجل استعادة حقوقهم المنهوبة وأرضهم المحتلة، بشكل تدريجي متعدد المراحل، مقابل ذلك حالة من الإخفاق والفشل الإسرائيلي:
1- الفشل في استعادة الأسرى الإسرائيليين بدون عملية تبادل.
2- الفشل في إنهاء المقاومة الفلسطينية وتصفيتها، رغم القتل والاغتيال والتدمير الذي سببته عملية 7 أكتوبر 2023.
3- اتساع حجم المظاهرات الإسرائيلية الاحتجاجية الرافضة للحرب، والمطالبة بمواصلة التفاوض والإنحياز لخيار التفاوض وتبادل الأسرى.
4- قرارات الجيش والمخابرات، نحو عدم استئناف الحرب، حيث لا يوجد أهداف استراتيجية يمكن تحقيقها، وتصريح رئيس الأركان الجديد إيال زامير: «إن استئناف الحرب سيقتصر على القصف، وهو ما يحصل حالياً بسقوط الشهداء المدنيين نتيجة القصف الجوي والبري والبحري، والانقضاض المركز، أي أن عمليات الاجتياح ومواصلة بقاء قوات الاحتلال داخل مواقع وأحياء قطاع غزة، لا يشكل مكسباً لجيش الاحتلال، بل يوفر للمقاومة حرية التحرك، وقنص قوات الاحتلال وآلياته، بسبب العامل اللوجستي والإعاقات التي تسببها الأتربة وأكوام البنايات المدمرة.
5- انقسام في جبهة العدو بين الأولويات الإسرائيلية، عن الأولويات الاميركية، حيث وقع التفاوض الأميركي المباشر مع حركة حماس، لإطلاق سراح الأسرى من ذوي الجنسية المزدوجة، مما يسبب إضعاف للموقف التفاوضي الإسرائيلي، وزيادة الاحتجاجات والمعارضة الإسرائيلية لسلوك حكومة نتنياهو.
خطورة التفاوض مع حركة حماس، يُعزز من حالة الانقسام الفلسطيني المقصود، ولذلك يجب استثمار التضحيات والصمود الفلسطيني لتعزيز وحدة مؤسسات صنع القرار الفلسطيني، وليس الاستجابة لإضعافه، وهذا لن يتم بدون التنسيق والتفاهم الفلسطيني بالخطوتين: الأولى وحدة حركة فتح، والثانية وحدة البيت الفلسطيني.

زر الذهاب إلى الأعلى