
جامعة بني هاشم الافتراضية: رؤية أردنية لإنقاذ التعليم العالي في غزة والمناطق المنكوبة حول العالم عبر التعليم المجاني
د. آلاء يوسف غيظان – خبيرة النانوتكنولوجي
في إحدى جلسات منتدى الابتكار والتنمية، الذي أسسه البروفيسور محمد الفرجات، طرحتُ عليه تساؤلًا حول كيفية إسناد طلبة الجامعات في غزة علميا بعد الدمار الذي لحق بمؤسساتهم التعليمية؟ لم يتردد البروفيسور الفرجات في تقديم رؤية مبتكرة وإنسانية، حيث اقترح إنشاء “جامعة بني هاشم الافتراضية” كحل عملي ومستدام لإنقاذ مستقبل آلاف الطلبة عبر التعليم المجاني. كما شدد على أهمية مخاطبة مكتب سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، لعل هذه الرؤية تتحول إلى مبادرة أردنية إنسانية تضاف إلى الجهود الهاشمية في دعم غزة وأي منطقة منكوبة حول العالم، وكنت سابقا قبل وباء كورونا قد قدمت بروبوزال متكامل لإنشاء جامعة إفتراضية، وتتلاقى رؤيتي هذه مع رؤية البروفيسور الفرجات هنا.
لماذا جامعة افتراضية مجانية وليس حلولًا تقليدية؟
- التدمير الشامل للبنية التعليمية: معظم الجامعات في غزة لم تعد صالحة لاستقبال الطلبة، مما يجعل العودة إلى التعليم التقليدي غير ممكن على المدى القريب.
- الأوضاع النفسية والصحية للكوادر الأكاديمية: أساتذة الجامعات والإداريون يواجهون تحديات كبيرة قد تمنعهم من العودة إلى التدريس التقليدي لسنوات.
- ضمان حق الطلبة في مواصلة تعليمهم دون تكلفة: التعليم المجاني يتيح للطلبة متابعة دراستهم دون أعباء مالية، مما يمنحهم فرصة للحصول على شهاداتهم الجامعية دون تأخير.
- مشاركة أساتذة من مختلف دول العالم في التدريس المجاني: فتح الباب أمام أساتذة الجامعات من جميع أنحاء العالم للتطوع بالتدريس عن بعد، مما يعزز التضامن الأكاديمي العالمي مع غزة والمناطق المنكوبة.
- تقليل التكاليف وتسريع استئناف التعليم: إطلاق جامعة افتراضية يحتاج إلى موارد أقل بكثير مقارنة بإعادة بناء الجامعات التقليدية، ويسمح للطلبة ببدء الدراسة فورًا دون انتظار إعادة الإعمار.
آفاق المشروع ودعمه من قبل سمو ولي العهد
يرى البروفيسور الفرجات أن الأردن، بمؤسساته التعليمية الرائدة، قادر على قيادة هذا المشروع الإنساني، ويقترح توجيه دعوة رسمية من خلال مكتب سمو ولي العهد لدراسة الفكرة وتبنيها كجزء من الجهود الهاشمية في دعم التعليم في المناطق المتضررة.
مزايا المشروع على المستوى الأكاديمي والإنساني
فتح آفاق جديدة للتعليم الإلكتروني المجاني، ليصبح الأردن رائدًا في إسناد التعليم العالي في المناطق المتأثرة بالكوارث والحروب.
تعزيز العمل التطوعي العالمي في التعليم، حيث يمكن لأساتذة الجامعات من مختلف الدول المساهمة في تدريس الطلبة دون مقابل.
إيجاد فرص عمل لحملة الشهادات العليا الأردنيين العاطلين عن العمل، حيث يمكنهم التدريس في الجامعة الافتراضية ضمن مختلف التخصصات.
بناء نموذج عالمي مستدام لمساعدة الدول المنكوبة، بحيث تصبح جامعة بني هاشم الافتراضية نموذجًا يحتذى به في العالم.
ختامًا: من أزمة إلى فرصة تاريخية
ما نطرحه ليس مجرد مقترح أكاديمي، بل هو مشروع إنساني يمكن أن يصبح نموذجًا عالميًا لاستدامة التعليم العالي خلال الأزمات. جامعة بني هاشم الافتراضية ليست فقط طوق نجاة لطلبة غزة، لكنها قد تؤسس أيضًا لمرحلة جديدة في التعليم الجامعي الذكي والإنساني.
اليوم، نحن أمام فرصة لتوحيد الجهود الأكاديمية والإنسانية، وتحويل الرؤية إلى حقيقة، بدعم من سمو ولي العهد والمؤسسات الأكاديمية الأردنية والدولية، ليكون للأردن الريادة في ابتكار حلول تعليمية استثنائية لدعم المناطق المتضررة حول العالم.