فلسطين

“سكان القدس الشرقية يحتفلون برمضان في الأحياء”

الشاهين الاخباري ـ يارا المصري

يستعد العديد من سكان القدس الشرقية مع بداية شهر رمضان للاحتفال، فبينما سيتوجه بعض المصلين إلى المسجد الأقصى، سيفضل آخرون أجواء الاحتفال الهادئة في الأحياء.

وفي العديد من الأحياء في أنحاء المدينة توجد أسواق رمضانية محلية، ويتم تنظيم أنشطة خاصة للأطفال، مثل تحضير ألعاب رمضان ومباريات كرة القدم في الحي، بالإضافة إلى ذلك، هناك مبادرات تطوعية منظمة في جميع الأحياء، في كل مرة بمتطوع مختلف طوال الشهر الفضيل، وبالنسبة للكثيرين، يعد شهر رمضان وقتًا للانضمام إلى نشاطات المجتمع الترفيهية المختلفة، وتشهد المدينة أجواء خاصة من الاحتفال.

وتقام أسواق رمضان المحلية في جميع أنحاء المدينة، إلى جانب أنشطة خاصة للأطفال، مما يضيف إلى الأجواء الاحتفالية ويضفي على نفوس الناس الفرحة والبهجة بالشهر الفضيل الذي نعتاد كل عام الاحتفال بقدومه. 

وبالنسبة إلى أهالي القدس، فإن شهر رمضان هو وقت للتواصل مع أنفسهم ومجتمعهم والله، فتمتلئ المدينة بأجواء فريدة من الاحتفال والإيمان والثقافة، وعلى الرغم من تواجد الشرطة الكثيف، وحملات الاعتقال المستمرة، إلا أن الناس يصرون على الاحتفال بالشهر الفضيل، فسادت الأجواء الإيجابية شوارع القدس، وحرص كثيرون على تعليق زينة رمضان وشراء السلع الضرورية للإفطار بأقل الإمكانيات المادية، رغم سوء وتدهور الوضع الاقتصادي للفلسطينيين، والذي انعكس بطبيعة الحال على أجواء رمضان هذا العام.
 
كما تعتبر صلاة التراويح في المسجد الأقصى أحد طقوس الأهالي في رمضان، ورغم إجراءات إسرائيل المشددة على المسجد الأقصى والانتشار المكثف لعناصر شرطة الاحتلال في أنحاء المدينة وعلى أبواب المسجد الأقصى، إلا أن الأهالي التزموا الهدوء حرصًا على أداء الصلاة والطقوس الدينية، وترديد المدائح النبوية، وأناشيد دينية أخرى بالإضافة إلى الأغاني الرمضانية، التي يتغنون بها.  

وعلى صعيد الوضع الاقتصادي في القدس، فإن بعض المحلات التجارية ما زالت تعرض الفوانيس والمخللات والبهارات والحلاوة القدسية والفاكهة المجففة وألعاب الأطفال، ولكن هناك تراجع في حركة البيع والشراء بسبب تدهور الوضع الاقتصادي الذي تعيشه الضفة الغربية، فما زال الأهالي يعانون من قلة السلع وارتفاع الأسعار لكنهم يحرصون على الشراء بأقل الإمكانيات.

ومنذ سنوات، كان المسجد الأقصى يشهد تنظيم إفطار رمضان لضيوف المسجد، ويقدم الطعام والمشروبات لكل المتواجدين في المسجد عن طريق متطوعين، إلا أن الوضع الاقتصادي هذا العام قد يمنع تنظيم هذا الطقس المهم الذي يفرح به جميع الفلسطينيين ويتجمع فيه الكبير والصغير.

كما تعرضت المحال التجارية في الضفة الغربية لتراجع كبير في عدد الزبائن بسبب الحالة الاقتصادية الصعبة التي يواجهها المواطنون، حيث إنه قبل الحرب كانت هناك ورش تعمل ومحلات تفتح وأبواب رزق تتجدد كل يوم، لكن الحرب ألقت بظلالها على الحالة الاقتصادية للأهالي، مما أثر على وفائهم بالتزاماتهم في شهر رمضان الكريم، سواء بشراء السلع ومستلزمات الإفطار والسحور أو حتى تنظيم موائد رحمن للأهل والجيران.

زر الذهاب إلى الأعلى