أقلام حرة

قامة وطنية ورجل دولة

العنود إسماعيل ابوالراغب

سياسي مبجل، قامة وطنية، أردنية أصيلة، تجلت في الانتماء الحقيقي والوطنية الصادقة. فقد جمع بين الصحافة والسياسة والدبلوماسية والحكمة. تميز بشخصية قوية أردنية عميقة، تجسدت في مواقفه الصادقة، فهو رجل دولة بكل ما تحمله الكلمة من معنى. كان قلمه كالسيف في سلاسته وحدته، فقد عُرف بتحليلاته وعمق كلماته، التي تميزت بالوضوح والجرأة وبضميره الوطني الغيور.

معالي العين محمد داودية، كان لقائي به في مجلس الأعيان، فهو شخصية سياسية متزنة، منتمٍ إلى هذا الوطن الأصيل، نزيه ومخلص، يحمل فكراً ناضجاً، له حضور فاعل ومؤثر، يمتلك رؤية ثاقبة. فهو نموذج للقيادة الفكرية والسياسية الصادقة التي تعمل من أجل الوطن.

رجل دولة بامتياز، ورجل كلمة وقلم حر لم يساوم على الحقيقة. فقد حمل هم الوطن في قلبه، فهو قارئ ومفكر وكاتب وسياسي حكيم. كانت كتاباته دروساً في الوطنية، ونقداً هادفاً للإصلاح، فكان قلمه جريئاً لا يعرف المجاملة بحضرة الوطن، فالوطن فوق كل اعتبار.

كان لقاؤنا به لقاء أبويّاً وطنياً، مليئاً بدروس الانتماء وحب الوطن وبناء مستقبل الأردن. حيث قال: “أنتم الشباب، أنتم قادة المستقبل، أنتم أمل الأردن وقوته، أنتم من ترسمون المستقبل”. حفزنا على الطموح والسعي، وشعرنا بوهج المسؤولية. أدركنا حينها أن نهضة الأردن بسواعد شبابه وهممهم، وتجسيد رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في تمكين الشباب في مسيرة البناء والتقدم. فهذه الثقة الملكية تدفعنا إلى مضاعفة جهودنا وإثبات أن الشباب قادرون على تحقيق الإنجازات.

سأقول هنا في هذا الموقف إن معالي العين محمد داودية هو رجل الوفاء الذي أبكته ذكرى رحيل الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه. فهو يحمل في قلبه وفاءً لا يضاهى للمغفور له بإذن الله الملك الحسين بن طلال. لم يستطع أن يحبس دموعه فبكى. لم يكن بكاءه مجرد لحظة عاطفية، بل غلبته دموعه، فكان تعبيراً صادقاً عن حبه العميق للملك الراحل الحسين بن طلال. هذا الموقف تحديداً أثر في نفسي بأن الملك الحسين بن طلال كان ملهم الجميع وكان روح الأردن النابضة بالحكمة والمحبة ،القائد الذي احبه الأردنيون جميعهم .

جعلني هذا المشهد أشعر أن الجميع حول القيادة الهاشمية ينتمون إليها، وبحمد الله انتماءً حقيقياً صادقاً نابعا من القلب، ويحملون في قلوبهم وفاءً للهاشمين. فكتبت كلماتي لمعالي العين محمد داودية، الإنسان الذي يحمل في داخله مشاعر نبيلة وولاءً عميقاً للوطن والقائد، ويبوح بمشاعره عندما يكون الأمر متعلقا بالوطن والقائد. فلم يخفِها وبكى، فكانت دمعته دمعة وطن بكى على الحسين.

سيبقى هذا المشهد في ذاكرتي ولا توصفه الكلمات، فهو درس كبير في الانتماء والوفاء بمشاعر صادقة، وإجلال لشخصية صنعت أمجاد الأردن العظيم. كانت كلماتي ممزوجة بالفخر والاعتزاز لهذا الرجل وهذه القامة الوطنية الحقيقية. معالي العين محمد داودية، لك احترامي وتقديري.

زر الذهاب إلى الأعلى