صيد الشاهين

مغردون خارج السرب …. عيب عليكم

داود شاهين

قبل ما يقارب أسبوعين من اليوم، خرج الأردنيون الأردنيون من شتى المنابت والأصول في انتفاضة شعبية حاشدة تعبر عن رفضهم لتهجير الشعب الفلسطيني والغزيين، رافضين مشاريع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب”، ومؤيدين لموقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، ومؤكدين أن هناك شعبًا قويًا يقف خلف إرادة ملك شجاع. وقد توحدت في ذلك اليوم الشعارات والرايات، فرفع العلم الأردني فقط، في إشارة إلى أن الأردن الواحد يرفض خطة التهجير التي ينادي بها ترامب لتهجير الغزيين من أراضيهم.

بعد لقاء جلالة الملك بالرئيس الأمريكي ترامب، ويوم عودة جلالة الملك إلى أرض الوطن سالمًا، وتأكيده خلال لقائه ترامب على موقفه من القضية الفلسطينية، وأن مصلحة الأردن والأردنيين هي الشغل الشاغل لجلالة الملك، وأن لا مصلحة تعلو عند جلالته على مصلحة الأردن والأردنيين، خرجت جموع غفيرة من الأردنيين الأردنيين لاستقبال جلالة الملك، مجددين البيعة، ومؤيدين موقف جلالته، ومؤكدين استعدادهم للوقوف صفًا واحدًا خلف جلالة الملك، متصدين لأي محاولة للمساس بمصلحة الأردن والأردنيين، ومعلنين دعمهم للأشقاء في فلسطين وحقهم في أرضهم، ورافضين، كمليكهم، أي خطة لتهجير الشعب الفلسطيني.

المشهد العام في ذلك الأسبوع، والذي من الممكن أن أطلق عليه اسم (أسبوع البيعة… أو أسبوع الولاء والانتماء)، خلا، وللأسف الشديد، من مجموعة تدعي الوطنية والولاء والانتماء. لا أجد لهم وصفًا سوى (مغردون خارج السرب). هم تلك الفئة الضالة التي تغيبت عن المسيرات الأردنية، والتي لا تلبي طموحاتهم، ولا تتبع أجنداتهم، ولا التعليمات التي يتلقونها من الخارج. تلك الفئة الضالة التي اتخذت من حرب غزة والقضية الفلسطينية موجة يركبونها، وسلمًا يصعدون به درجات شق الصفوف وزعزعة الأمن والاستقرار في أردننا الحبيب.

فئة ضالة تعزز الفرقة وتحترف فنون الاستعراض السياسي، ولا تعزف إلا ألحان الفرقة والشتات. لا تهمهم سوى مصالحهم الشخصية، ويلعبون بعواطف البسطاء ليلتفوا حولهم، مقنعينهم بأن بيدهم العصا السحرية لحل جميع الأزمات.

إلى هذه الفئة الضالة أقول: أين كنتم عندما وقف الأردن يرفض التهجير؟ وأين كنتم في يوم الاستقبال الكبير؟ أين كنتم عندما احتشدت جماهير غفيرة من المواطنين على طول الطريق المؤدي إلى القصور الملكية، تعبيرًا عن فرحتهم بعودة الملك إلى أرض الوطن، معلنين تأييدهم لموقف جلالته، ومجددين البيعة والولاء والانتماء؟ أين كنتم عندما ضجت وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع فيديو للاحتفالات، معبرة عن حب الأردنيين الأردنيين لملكهم؟ أين كانت لافتاتكم وشعاراتكم وقيادتكم؟

اختفاؤكم من المشهد يؤكد انتهازيتكم المقيتة، وأنكم بعيدون كل البعد عن المصلحة الوطنية، وأنكم تعملون على غرس سكين الفرقة والشتات في خاصرة الوطن…

بالعامية أقول : ( بكفي والله … استحوا على حالكم.. اورقكم انكشفت )

والي على راسوا بطحة يحسس عليها.

زر الذهاب إلى الأعلى