أقلام حرة

” تفجير الوضع الداخلي اللبناني”

مهند أبو فلاح

استئناف الكيان الصهيوني لعمليات الاغتيال في لبنان عبر تصفية الكادر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمد شاهين عند المدخل الشمالي لمدينة صيدا الواقعة في جنوبي بلاد الارز يفتح الباب على مصراعيه لمناقشة ملف السلاح داخل المخيمات الفلسطينية و بالتالي دفع الأمور باتجاه حافة الصدام و الحرب الأهلية مرةً أخرى .

الحرب الأهلية التي عصفت بلبنان على مدار أكثر من خمسة عشر عاما و التي كان التواجد العسكري الفلسطيني محل استقطاب بين مكوناته الطائفية المتنوعة يعود اليوم مرة أخرى إلى واجهة الأحداث عبر اغتيال مسؤول عسكري رفيع في حركة حماس و هذا ما يسعى إليه حكام تل أبيب بالضبط عبر تسليط الاضواء على هذا الملف الشائك بالغ التعقيد .

لقد اعتادت الدويلة العبرية المسخ على مدار عقود من الزمن على تغذية الانقسامات بين أوساط المجتمع اللبناني لاعبة على وتيرة التناقضات الطائفية وصولا إلى إشعال نيران الفتنة العمياء في بلاد يتوق شعبها إلى التمتع بحياة كريمة طيبة و هو أمر يصعب تحقيقه مع التماس الجغرافي المباشر مع فلسطين المحتلة و المشروع العنصري البغيض الذي تحمله حكومة اليمين الفاشي المتطرف في تل أبيب و هو ما يتطلب توفير مظلة دعم عربي حقيقي للبنان يقيه من دوائر السوء التي تتتربص به و الشرور المحدقة ببلاد الارز .

إن لبنان يشكل جزءً لا يتجزأ من هذه الأمة العربية المجيدة و حري بنا نحن معشر العرب أن نقف معه وقفة رجلٍ واحد كي نستطيع انتشاله من هذا المستنقع الموحل الذي يروم حكام تل أبيب جاهدين لإغراقه فيه و هذا الأمر لا يتأتى إلا عبر بلورة مشروع عربي جماعي موحد لبناء دولة قانون و مؤسسات قوية قادرة على ردع اي عدوان مستقبلي على بلاد الارز و قادرة على اسناد هذا القطر العربي في معركته المصيرية الحاسمة من أجل فرض سيادته على كامل أراضيه المحتلة من قبل الصهاينة الغاصبين .

زر الذهاب إلى الأعلى