
الطراونة: الملك تصدى عن العرب جميعا برفض تهجير سكان غزة
الشاهين الإخباري
قال رئيس البرلمان الأردني والاتحاد البرلماني العربي الأسبق عاطف الطراونة، إن نتائج لقاء الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أفضت إلى تصدي الملك لخطر محدق ليس فقط في فلسطين بل بالأقطار العربية، مؤكداً أن “الخطة المصرية التي تحدّث عنها الملك عبد الله والتي سوف تتبلور على شكل قرار عربي هي الأقرب للنجاح في غزة”.
وتحدث الطراونة، في حوار مع “إرم نيوز” عن توقعاته بنجاح الخطة العربية البديلة للطروحات التي قدمها ترامب والقائمة على تهجير سكان غزة إلى الأردن، بالقول، إن “بمقدور القادة العرب تقديم مقترحات واقعية لا تفضي إلى تهجير الغزيين، وقد بدأت الخطة بالتنفيذ على أرض الواقع بدخول معدات مصرية لبدء الإعمار”.
وتاليًا نص الحوار مع الطراونة الذي شغل رئاسة البرلمان الأردني من العام (2013 إلى 2020) ورئاسة الاتحاد البرلماني العربي (2019/ 2020).
كيف تنظر لمآلات لقاء الملك عبد الله الثاني مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
شكلت مقابلة الملك عبد الله مع الرئيس الأمريكي مفتاح فرج للشعب الفلسطيني وأغلقت التكهنات حول إمكانية نجاح فكرة ترامب المتغيرة ما بين لحظة وأخرى، وقدم الملك عبد الله القول اليقين برفض التهجير والتأكيد أن مصلحة الشعب الأردني فوق كل اعتبار وفي المقدمة دائمًا.
ما تحدث به الملك حظي بتأييد عربي وعالمي باستثناء بعض أصحاب الأجندات الخاصة، وقد قال بوضوح إن هناك خطة عربية بديلة؛ ما يعني أن القضية لا تعني الأردن وحده، وهناك قوى عربية وإسلامية، وهو أمر يسهم في عدم الاستفراد بدولة بعينها وتعريضها للابتزاز حتى توافق على مقترح ترامب.
الملك عبد الله تحدث عن خطة مصرية. كيف تنظر لهذا الطرح وهل أسهم في التصدي لفكرة ترامب؟
الملك بحديثه تصدى عن العرب جميعًا، وليس عن الغزيين وحدهم، ونحن نترقب اليوم قمة في السعودية تجمع قادة السعودية والأردن والإمارات ومصر وقطر، وعندما تحدث الملك عن مصر، فالحديث عن دولة عربية كبرى لها وزن وتأثير ومحاذية جغرافيًّا إلى غزة، وكان لها الدور الأساس في مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وعليه لا يجوز القفز عن دور مصر المهم، وقد بدأت مصر بالفعل بتحريك آلياتها من أجل الشروع بخطتها الأصيلة ولا أقول البديلة، والتي تستوجب دعمًا عربيًّا، وتجاوز الخلافات الثنائية، حيث إننا أمام قضية مصيرية تستوجب موقفًا عربيًّا موحدًا، لكي نقول للعالم، إن كل ما يفرض بالقوة ليس بالضرورة أن يُقبل على أرض الواقع.
هل تعتقد أن النظام الرسمي العربي قادر على إجهاض فكرة ترامب؟
نعم، بمقدور الدول العربية إجهاض طروحات ترامب، وأرى ملامح الخطة العربية التي تقدمها مصر، بوصفها خطة أصيلة لأنها تسهدف رضا الشعب الفلسطيني الذي قاوم عشرات الأطنان من الصواريخ والمتفجرات والقنابل طيلة 15 شهرًا وهي أمريكية الصنع ألقيت بيد الجيش الإسرائيلي.
وأمام هذا المشهد، فإن الخطة العربية أقرب للنجاح وتأتي ليكون عنوانها إعادة البناء وليس التهجير، إذ لا يعقل بعد القتل والتدمير أن يتم الحديث عن استملاك غزة بتوقيع من الرئيس الأمريكي، وهو طرح لاقى معارضة واسعة ليس في العالم العربي وحده، بل في الولايات المتحدة الأمريكية وفي الاتحاد الأوروبي.
تطورات وتصعيد في الضفة الغربية، هل سيؤثر ذلك في الخطة المأمولة بإعادة إعمار غزة؟
ما قامت به إسرائيل في غزة تريد تكراره في الضفة الغربية، وأنا شخصيًّا سمعت تحذيرات متكررة من الملك عبد الله عندما كنتُ رئيسًا للبرلمان، ونبه معها من مخاطر نوايا الجيش الإسرائيلي الهادفة إلى تغيير الخريطة والجغرافيا على الأرض كي يصبح حل الدولتين صعبًا.
وأقول الآن، وبكل وضوح، إن الجيش الإسرائيلي لا يؤمن إلا بلغة القتل والتدمير والتهجير، وهي مسألة لن تغيب بالتأكيد عن بال القادة العرب؛ فالضفة وغزة كلٌّ لا يتجزأ، وما يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة سوف يسعى إلى إعادته في الضفة، ومن لم يترك أرضه قسرًا تحت القصف والقنابل لن يخرج منها طوعًا.