فلسطين

تقرير: هكذا استخدم الاحتلال الذكاء الاصطناعي في حرب غزة

الشاهين الاخباري

كشف مركز الدراسات السياسية والتنموية، يوم الأحد، عن دور الذكاء الاصطناعي في تصعيد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة خلال حربه الأخيرة، مسلطًا الضوء على الانتهاكات الأخلاقية والقانونية الناجمة عن استخدام أنظمة عسكرية ذكية تعتمد على تقنيات التعلم الآلي والرؤية الحاسوبية لتحديد الأهداف وتنفيذ الهجمات.

وأوضح المركز في ورقة حقائق له اطلعت عليها وكالة “صفا” أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حوَّل غزة إلى ساحة اختبار مفتوحة لهذه التقنيات، ما أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في عدد الضحايا المدنيين والتدمير الممنهج للبنية التحتية.

وأشار إلى أن هذه الأنظمة، رغم ترويجها باعتبارها أدوات لزيادة “دقة” العمليات العسكرية، أدت في الواقع إلى استهداف واسع النطاق للمنازل والمدنيين بناءً على تحليلات خوارزمية تفتقر إلى التحقق البشري الكافي.

أسلحة “ذكية” بدم بارد

وكشف التقرير عن أنظمة عسكرية متطورة استخدمها الاحتلال في الحرب، مثل نظام “لافندر” الذي يعتمد على تصنيف الأفراد الفلسطينيين بدرجات من 1 إلى 100 وفقًا لاحتمال انتمائهم للمقاومة، وهو ما أدى إلى استهداف آلاف المدنيين العزل بناءً على تقديرات حسابية غير دقيقة.

كما استخدم الاحتلال بحسب الورقة، نظام “الإنجيل” (Gospel) لتحديد الأهداف العسكرية، مما نتج عنه إدراج 12 ألف هدف جديد خلال الأشهر الأولى من الحرب، دون مراعاة التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية.

انتهاكات قانونية وأخلاقية جسيمة

وحذّر المركز من أن استخدام هذه التقنيات يمثل انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولي الإنساني، خاصة مبدأ “التمييز” بين المقاتلين والمدنيين، ومبدأ “التناسب” الذي يحظر الهجمات التي تسبب أضرارًا مفرطة مقارنة بالفائدة العسكرية المتوقعة.

وأكد التقرير أن هذه الأنظمة الرقمية “تعمل كآلات قتل بدم بارد”، حيث يتم اتخاذ قرارات الاستهداف خلال ثوانٍ معدودة دون مراجعة كافية، ما يزيد من احتمالات وقوع أخطاء قاتلة.

دور الشركات العالمية في تمكين الحرب الذكية

وأشار التقرير إلى الدور الذي تلعبه الشركات العالمية في دعم الاحتلال بهذه التقنيات، موضحًا أن شركة “غوغل” وفّرت أنظمة ذكاء اصطناعي متقدمة عبر مشروع “نيمبوس”، في حين قدمت “شركات إسرائيلية” حلولًا عسكرية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مثل الطائرات الانتحارية المسيرة والأنظمة الموجهة ذاتيًا.

توصيات وإجراءات

ودعا مركز الدراسات السياسية والتنموية إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات لمواجهة هذه الظاهرة، منها:

  1. توثيق الأدلة القانونية: جمع بيانات تفصيلية عن استخدام الاحتلال لأنظمة الذكاء الاصطناعي مثل “لافندر” و”الإنجيل”، والتنسيق مع منظمات حقوقية دولية لرفع قضايا أمام المحاكم المختصة.
  2. حملات إعلامية دولية: نشر تقارير استقصائية حول دور التكنولوجيا في استهداف المدنيين، وتنظيم حملات ضغط على الشركات العالمية المتورطة في تطوير هذه الأنظمة.
  3. مؤتمرات علمية وأكاديمية: تعزيز التعاون مع الجامعات ومراكز الأبحاث لمناقشة الأبعاد الأخلاقية والقانونية للحروب التي تدار بواسطة الخوارزميات.
  4. تعزيز الأمن الرقمي: تطوير وسائل تقنية مضادة لمواجهة المراقبة الجماعية التي ينفذها الاحتلال عبر تحليل بيانات الهواتف المحمولة وتقنيات التعرف على الوجه.

وأكد المركز أن هذه التطورات تفرض تحديات جديدة على المجتمع الدولي، إذ أن استمرار الاعتماد على الأنظمة الذكية في الحروب يهدد مستقبل القوانين المنظمة للنزاعات المسلحة، ويثير تساؤلات حول حدود المسؤولية والمساءلة في عصر الحرب الرقمية.

حرب غزة غزة الذكاء الاصطناعي مركز الدراسات السياسية والتنموية
صفا

زر الذهاب إلى الأعلى