أقلام حرة

المتقاعدون والمحاربون القدامى: حراس الحرية

المستشار الاعلامي / جميل سامي القاضي

في كل عام ، يأتي يوم خاص لتكريم فئة عظيمة من المجتمع المتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى الدين هم درع الوطن وسياجه المتين، فهم الذين نذروا حياتهم لحماية الأرض والعرض، وقدموا التضحيات ليبقى الوطن آمناً مستقراً.

وهذا اليوم ليس مجرد مناسبة للاحتفال ، بل هو فرصة للتأمل في انجازات وتضحيات هؤلاء الرجال والنساء فهم حراس الحرية الذين حملوا السلاح دفاعاً عن سيادة هذا الحمى العربي الاردني الهاشمي المجيد ، وساهموا في بناء تاريخنا المشرّف ، وبعد أن ترجلوا عن ساحات القتال، وامضوا سنوات عمرهم خدمة لوطنهم ، فكانوا اول من ساهم في بناء اسسس هذه الدولة الشامخة وكانوا الركيزة الاولى في بناء وحماية الوطن .

هولاء النشامى بعد تقاعدهم ،لم يتوقف عطاؤهم، بل استمروا في خدمة المجتمع بطرق أخرى، ليظلوا جزءاً حيوياً من نسيج الوطن، يواصلون رسالتهم بروح الانتماء والولاء لقيادتهم الهاشمية المظفرة .

ونعلم جميعا انهم خلال سنوات خدمتهم، قد واجهوا أصعب الظروف في سبيل الدفاع عن الوطن، مقدمين أرواحهم على أكفهم في ساحات القتال، أو في مهام حفظ الأمن والاستقرار ، وتحملوا مشاق التدريب والانضباط العسكري، وخاضوا معارك العزة والكرامة في فلسطين وسوريا. واين ما اقتضته المصلحة القومية ، وكانوا دائماً في مقدمة الصفوف، يحمون الوطن من الأخطار المحدقة به ، ولم تكن تضحياتهم مقتصرة على ميادين القتال فقط، بل تحملوا ألم الفراق عن الأهل والأحبة، وقضوا سنوات طويلة بعيدين عن حياة الراحة والاستقرار، في سبيل أن ينعم وطنهم وأبناؤه بالأمن والحرية ، ان شرف الجندية هذا يظل وساماً يزين صدورهم حتى بعد تقاعدهم، ويظل حب الوطن متأصلاً في نفوسهم، دافعاً لهم للاستمرار في العطاء.
ان التقاعد من الخدمة العسكرية لا يعني التوقف عن خدمة الوطن ،فهم يواصلون دورهم في المجتمع من خلال العمل في القطاعات المدنية، والمساهمة في التنمية الوطنية، ونقل خبراتهم للأجيال الجديدة ، كما أن العديد منهم يشاركون في الأعمال التطوعية،ويعملون على توعية الشباب بأهمية حب الوطن والانتماء إليه، وتعزيز روح المسؤولية لديهم وذلك من خلال المحاضرات، والندوات، والأنشطة الاجتماعية، والثقافية والسياسية ، فالمحاربون القدامى يواصلون دورهم في ترسيخ قيم التضحية والفداء، ليكونوا قدوة يُحتذى بها في بناء الوطن، واليوم الكثير منهم يعملون في مجالات الأمن، والإدارة، والتعليم، والتدريب، مستفيدين من خبراتهم الواسعة في التنظيم والانضباط، مما يسهم في رفع كفاءة المؤسسات التي يعملون بها ، كما أنهم يشاركون في المشاريع الريادية، مما يعزز الاقتصاد الوطني ويدعم الاجيال القادمة .
ومن هنا يجب أن يحظى المحاربون القدامى والمتقاعدون العسكريون بالتقدير والاحترام الذي يستحقونه، فهم لم يدخروا جهداً في حماية الوطن. فمن الضروري أن توفر لهم الدولة والمجتمع الدعم اللازم، سواء من خلال تحسين مستوى المعيشة، أو تقديم الرعاية الصحية، أو توفير الفرص للاستفادة من خبراتهم في مختلف المجالات.
كما أن إنشاء الجمعيات والمؤسسات التي تهتم بشؤونهم، وتسعى إلى تحسين أوضاعهم، يُعد من أقل الواجبات تجاههم، ويجب أيضاً تسليط الضوء على دورهم في الإعلام، وتكريمهم في المناسبات الوطنية، لتعريف الأجيال الجديدة بقيم التضحية والإخلاص التي يمثلونها
واخيرا ، فالمتقاعدون العسكريون والمحاربون القدامى هم رمز للعزة والكرامة، وهم الأساس الذي تقوم عليه حرية الوطن واستقلاله ، فواجبنا جميعاً أن نكرمهم ونحافظ على إرثهم، وأن نعلم الأجيال القادمة أن هؤلاء الأبطال هم الذين صنعوا مجد الوطن وحافظوا على كرامته ، فكما كانوا في الماضي حراساً للحرية، فإنهم اليوم منارات تُنير درب الأجيال القادمة نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأمناً.
و إن رد الجميل لهؤلاء الأبطال لا يكون فقط بالكلمات، بل بالعمل الجاد لضمان حياة كريمة لهم، وإتاحة الفرص لهم لمواصلة العطاء. فهم لم يتوقفوا عن حب الوطن يوماً، لذا علينا أن نكون أوفياء لهم كما كانوا أوفياء للوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى