فلسطين

أوضاع مأسوية يعيشها النازحون في قطاع غزة

الشاهين الاخباري

يقضي النازحون في مخيمات الإيواء بقطاع غزة ليالي قاسية في ظل البرد القارس، الذى يتخللته أمطار غزيرة ورياح عاتية أدت إلى غرق خيامهم واقتلاع بعضها، ما زاد معاناتهم في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشونها بعد تدمير منازلهم جراء الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.

ولم يدخل قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار أي كرافانات، و10% فقط من الاحتياج المطلوب من الخيام، ما زاد معاناة النازحين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين السيول والرياح العاتية، ما زاد صعوبة الأوضاع الإنسانية للمواطنين الذين يقيمون في خيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة.

بدون مأوى

أمام خيمتها المهترئة في منطقة المقوسي شمال غرب مدينة غزة، تقف سحر كريمة والتي هي واحدة من آلاف المواطنين الذين يقاومون فصل الشتاء في العراء في ظل عرقلة الاحتلال دخول الخيام والبيوت المؤقتة “الكرفانات” للقطاع، بثوب الصلاة وهي حافية القدمين تحاول نفض وتنظيف قطع الملابس المبللة بمياه الأمطار والأتربة.

هذه الملابس، وضعتها كريمة خلال ساعات الليل تحت بساط بلاستيكي (حصيرة) فرشته مسبقا على أرضية خيمة نصبتها قرب أنقاض منزلها المدمر في العراء، لامتصاص مياه الأمطار المتسربة للداخل.

لم تنجح محاولات كريمة لحماية أطفالها الأربعة من البلل حيث فشلت الملابس في امتصاص مياه الأمطار التي تسربت بكميات كبيرة.

هذه الأمطار ضاعفت معاناة كريمة التي تعد المعيل الوحيد لأطفالها الأربعة، حيث لم تر زوجها منذ نحو عام ونصف.

وكأنها تحمل أحمالا ثقيلة على كتفيها، تقف كريمة منهكة وتصرخ مطالبة بخيمة تقي أطفالها برد الشتاء وتحميهم من الأمطار.

وتعيش المواطنة كريمة ظروفا إنسانية قاسية بعدما دمر جيش الاحتلال منزلها خلال أكثر من 15 شهرا من الإبادة الجماعية.

الخيمة التي نصبتها كريمة في الشارع قرب منزلها المدمر غير مناسبة لحمايتها وأطفالها من برد الشتاء ومياه الأمطار.

وتضيف وهي تشير إلى كومة من الركام إنها تعود لشقتها السكنية التي دمرتها إسرائيل خلال حرب الإبادة.

وتستكمل قائلة: “بيتي مدمر.. منزلي وشقاء العمر راح، وقلنا الحمد لله ولم نفرح به بعد”، لافتة إلى أنها وأطفالها الآن بلا مأوى.

ومع موسم الأمطار تتفاقم الظروف الصعبة التي تعيشها كريمة حيث تقف عاجزة أمام تسرب المياه للداخل ما يهدد بإغراق أطفالها أثناء النوم.

وتضيف قائلة: “كنت أضع ملابس أطفالي تحت الحصيرة لأمنع تسرب المياه، لكن دون فائدة”.

المطلب الوحيد “خيمة”

وسط المعاناة الكبيرة وانعدام سبل ومقومات الحياة، تطالب كريمة، العالم بالتدخل من أجل تأمين خيمة واحدة توفر بعض الدفء لها ولأطفالها.

وتقول: “لا أريد طعاما ولا شرابا ولا أي شيء آخر، أطالب فقط بخيمة توفر لنا الدفء أنا وأبنائي”.

وأشارت إلى أنها توصل رسالتها لكل الأمة في العالم مناشدة تحقيق مطلبها.

ولفتت إلى أنها تعاني من أمراض تجعلها غير قادرة على تحمل لسعات البرد القارس، إلا أنها ورغم ذلك تقف بملابس خفيفة وحافية القدمين تحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خيمتها وملابس أطفالها بعد غرقها بمياه الأمطار.

وتواصل كريمة دفع ثمن الإبادة التي ارتكبتها إسرائيل بتحمل مسؤوليات كبيرة وسط انعدام الخيارات والبدائل وعدم توفر مصدر للدخل.

وتكافح عائلة كريمة للبقاء خلال موسم الشتاء والبرد بدون وسائل تدفئة أو ملابس شتوية.

ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار بغزة في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، إلا أن المعاناة الإنسانية في القطاع لم تشهد تحسنا.

وأعلنت مصادر طبية يوم أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,222، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 111,674 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأشارت المصادر إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وفا

زر الذهاب إلى الأعلى