![Img 20250212 Wa0226](https://www.shahennews.com/wp-content/uploads/IMG-20250212-WA0226.jpg)
جلالته يضع النقاط على الحروف
النائب السابق مرزوق الدعجة
منذ أمس، و زيارة جلالة الملك إلى واشنطن، لاقت اهتماما و ترقباً كبيراً لما سيسفر عنه لقاء جلالته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. تأتي هذه الزيارة في وقت حساس عقب تصريحات مستفزة ومتغطرسة من الرئيس الأمريكي، الذي عبر عن رغبته في تهجير أهل غزة وإعادة إعمارها لتصبح “ريفيرا” الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن مصر والأردن يجب أن يتحملا استقبال الفلسطينيين لتحقيق هذا الحلم الأمريكي الجديد.
الحقيقة أن ترامب يسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير أصحاب الأرض والحقوق، وتمكين الاحتلال من توسيع رقعته الجغرافية، معتقدًا أنه يملك الأدوات اللازمة للضغط بصفته القوة العظمى الحالية. ويظن أن الدول العربية، خاصة تلك المعتمدة على المساعدات الأمريكية، يجب أن تدفع ثمن هذه المساعدات.
في مواجهة هذا الرئيس المتغطرس صاحب الفكر التجاري والموجه من رجال الأعمال، كان الموقف الصائب لجلالة الملك هو التأكيد على أن الحل لا يمكن أن يكون فردياً. فالحل العربي المشترك هو الطريق الأمثل، ولا يمكن للمملكة الأردنية الهاشمية أن تقدمه بمفردها. ولهذا، فإن العودة إلى الأشقاء العرب، وعلى رأسهم مصر والسعودية كقادة للعالم العربي والإسلامي، هي السبيل الصحيح. وقد تجلى ذلك بوضوح اليوم عندما صرح الرئيس المصري بعدم ذهابه إلى واشنطن لمناقشة موضوع التهجير، مما يعكس دعمه وتأكيده على الموقف المشترك بين جلالة الملك والرئيس المصري. وكما أوضح ان الأردن سوف يستقبل الفي طفل من غزه مصابين بالسرطان لعلاجهم وهذه رسالة واضحة من جلالته أن دعم أهلنا في فلسطين مستمر بشتى السبل لدعم صمودهم على ارضهم واستعادة حقوقهم وهذا واجبنا ولن ننساق إلى المزودات عن التهجير نعم نستقبل أطفال غزه وعددهم ألفان للعلاج ضيوف مكرمين وبمشيئة الله بعد شفائهم يعودون
الى فلسطين.
إن موقف جلالة الملك يتسم بالحكمة والشجاعة، فهو لم يتردد في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني ورفض محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر سياسات التهجير والإجبار. كما أن الملك قد أكد مراراً على أن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية فحسب، بل هي قضية عربية وإسلامية، ولا يمكن أن تُحل إلا من خلال توافق عربي موحد يضمن حقوق الفلسطينيين ويحقق العدالة لهم.
جلالة الملك، بوصفه أحد أبرز قادة المنطقة، يدرك تماماً حجم التحديات التي تواجهها المملكة والأمة العربية في هذه المرحلة، ولذلك كان موقفه ثابتاً ومبدئياً. فهو لم يسعى للانفراد بالقرار أو التحرك بشكل منفرد، بل دعا إلى وحدة الموقف العربي والإسلامي، والتأكيد على أن فلسطين هي قضيتنا جميعاً، وأن أي حل يجب أن يكون نتاجاً لتوافق عربي جماعي.
لذلك، يجب أن نكون حذرين من بعض الأصوات التي تسعى إلى التشكيك في الموقف الأردني أو تزعم البطولة وراء الشاشات. فلسطين هي قضية العرب والمسلمين، وقضية الأردنيين بشكل خاص. إن الموقف يتطلب وحدة عربية مشتركة، حيث يكون الأردن جزءاً منها دون تحميله ما لا يستطيع تحمله بمفرده.