أقلام حرة

من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية “39”

كامل النصيرات

انتهى الفصل الأوّل بعلامات عالية.. أصبحت محسوبًا على السنة الثالثة رسميّا.. فصل ثقيل خفيف، ثقيل لأنه كان في غمرة أحداث سياسية كبيرة وكنتُ ملازمًا فيها للأخبار.. وخفيف لأن المواد التي أخذتها ليست جديدة عليّ ولو لم أقرأ صفحة لكنتُ نجحت لمعلوماتي السابقة.. وطوال الفصل لم يكن بحوزتي أي كتاب لأية مادة.. بينما طلبت من زملائي قبل الميد بيومين وقبل الفاينل كذلك؛ تصوير الصفحات المطلوبة وأرسالها لي على “الواتس أب”.
هذا الفصل أكثر تفاعلًا مع الطلاب وقليلًا مع الطالبات.. حينما أجلس بسيارتي انتظارًا للمحاضرة؛ صرت أسمع: كيفك كامل.. مرحبا أبو وطن.. هاي عمّو.. وكلمة أستاذ التي أكرهها في هذا الموضع لأنها تصنع حاجزا وإن كان بصيغة التقدير.
أستطيع أن أدّعي أن هذا الفصل هو فصل المناسف.. بهاء الضميري عزمنا على عشاء.. وهاني أيوب عزمنا كذلك على عشاء “صار مدير يا عمّي” .. وختمها الدكتور محمود شديفات بغداء منسفي نسف فيه أحلامي باليقظة..!
مرضتُ مرضة شديدة في هذا الفصل طالت لأكثر من عشرة أيّام .. لن أنسى وقوف الدكتورة شيرا محاسنة والدكتورة إيناس الدباس والدكتورة ولاء الحسبان معي.. وطبعًا الدكتور محمد الخريشة رمز من رموز المساعدة والوقوف إلى جانبك الذي كان له أثر كبير على تجاوز المحنة.
حينما أسرح بخيالي بعض المرّات.. وأرى العمر الذي حطّني في الجامعة الأردنية.. ولماذا الآن؟ لم يكن الأمر بترتيب منّي.. وكأنني انسقتُ إليها.. لكنها الجامعة الأردنية يا قوم التي تمنيتها لأبنائي.. جاءتني أنا..! الجامعة الأردنية التي تحصد الألقاب والدرجات على المستويين العربي والعالمي.. لا أعرف ما هي مشاعر الدكتور نذير عبيدات رئيس الجامعة وكلّ شهرين أو ثلاثة ترتقي الجامعة مُرتقى جديدًا على يديه..
على كلّ حال: ابنتي “جيفارا” نجحت في التوجيهي وغاية أحلامي الآن أن تكون زميلتي في الجامعة الأردنية وفي العلوم السياسية بالذات؛ فهي لجيلها، أما أنا فقد فاتني الفوت..! بعد شهر سنصبح ثلاثة في الجامعة بغداد وجيفارا وأنا.. وبرغم الصعوبات المالية إلّا أنه الفرح الكبير..!
انتظروني..

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى