الإيجابية ليست خيارًا بل ضرورة
د.محمد ذيب كريشان
قالها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين : “الإيجابية ليست خيارًا بل ضرورة لنحقق طموحاتنا ونبني مستقبلنا”، وهي كلمات تحمل في طياتها رؤية عميقة نحو بناء مجتمع متماسك وأسرة قوية وعمل مثمر. الإيجابية ليست مجرد حالة نفسية، بل أسلوب حياة ومنهج يساهم في تعزيز النجاح على كل الأصعدة.
الإيجابية داخل الأسرة
الأسرة هي النواة الأولى للمجتمع، والإيجابية في العلاقات الأسرية تعد ركيزة أساسية لتربية أجيال واثقة وطموحة.
عندما يتبنى الأهل الإيجابية في تعاملهم مع الأبناء، يتمكنون من غرس قيم التفاؤل والعزيمة في نفوسهم، فمن خلال الحوار البناء، التشجيع على النجاح، ودعم كل فرد في الأسرة، تتشكل بيئة تساهم في تعزيز الشعور بالأمان والانتماء، مما ينعكس إيجابيًا على أداء أفراد الأسرة في حياتهم اليومية.
فأن تكون ايجابيا في أسرتك عليك ان تتحلى بصفات وسلوكيات منها :
الاستماع للآخرين بحب واحترام، والتعبير عن المشاعر بوضوح.
وتقدّيم الدعم لأفراد الأسرة في أوقات الحاجة وان تكون عونًا لهم بقدر المتاح.
وان تظهر الامتنان والتقدير للجهود المبذولة، حتى لو كانت بسيطة.
والتعامل مع الخلافات بهدوء وسعَ إلى إيجاد حلول بناءة.
الإيجابية في المجتمع
الإيجابية في المجتمع هي القوة التي تجمع بين أفراده لتحقيق الأهداف المشتركة، فالمجتمعات التي تتبنى التفاؤل والعمل الجماعي تزدهر لأنها تعتمد على طاقات أفرادها وقدرتهم على تحويل التحديات إلى فرص ، وعندما تسود قيم الإيجابية، يصبح التعاون أسهل، وتنمو روح المبادرة، وتتحول الأفكار الإبداعية إلى مشاريع تحقق تطورًا اقتصاديًا واجتماعيًا.
والمحتمع هو الاسرة الكبيرة التي تتطلب منك امتلاك مهارات مثل :
خصص وقتًا للمشاركة في الأنشطة المجتمعية والخيرية.
تعامل مع الآخرين باحترام بغض النظر عن الاختلافات.
استخدم كلماتك وأفعالك لنشر التفاؤل بين الناس.
قدم المساعدة للآخرين دون انتظار مقابل.
الإيجابية في العمل
العمل هو المجال الذي يظهر فيه أثر الإيجابية بوضوح، فبيئات العمل الإيجابية تسهم في زيادة الإنتاجية وتحسين العلاقات بين الموظفين ، وعندما يواجه الفرد تحديات العمل بإرادة وتصميم، فإنه يستطيع تحويل تلك التحديات إلى فرص للنمو والتطور ، كذلك القادة الإيجابيون فإنهم يشكلون مصدر إلهام لفريق العمل، حيث يزرعون الحماس والتفاؤل ويساعدون في تحقيق النجاح المؤسسي.
ولتظهر ايجابيتك بشكل ملموس ومقدر :
ساهم في نجاح الفريق ودعم زملائك.
اسعَ لتطوير مهاراتك وتحقيق أهداف العمل بإبداع.
كن محفزًا وساهم في خلق جو مريح وإيجابي.
واجه التحديات بثقة وابحث عن حلول بدلاً من التركيز على المشاكل.
فالإيجابية ليست مجرد شعور، بل هي سلوك يمكننا تبنيه لتغيير حياتنا وحياة من حولنا نحو الأفضل ولكي تكون إيجابيًا في الأسرة والمجتمع والعمل وتساهم في تحسين جودة حياتك وحياة من حولك
وختامًا
إن كلمات جلالة الملك تؤكد على أهمية الإيجابية كنهج شامل يمس كافة جوانب الحياة ، الأسرة والمجتمع والعمل جميعها تتطلب منا أن نتحلى بالإيجابية كقيمة أساسية تدفعنا نحو تحقيق طموحاتنا ، فالنجاح ليس مجرد مصادفة، بل هو نتاج إيماننا بأنفسنا وقدرتنا على مواجهة الصعاب بعقلية بنّاءة وروح متفائلة ، الإيجابية هي المفتاح لبناء مستقبل أفضل للجميع.
