هذيانات المطر لرجل مبلول
كامل النصيرات
المطر يتساقط لذيذًا طازجًا.. تريد أن تستلذّ يا ولد؟ تريد أن تستبدّ بهذه الطزاجة يا عديم النضج..؟! كيف تستلذ وتطزج وأنت مدحبر الحظّ ..؟
أجيابك باكية.. عيونك شاكية.. وكل محاولاتك للاستلذاذ بالية.. أنت والمطر تكذبان على بعضكما.. صدقني هذا المطر العربي لا أمان له.. لذّته فخّ كبير ليجرّك إلى العالم السفلي.. ليأخذك من الحظ الناشف إلى الحظ الوحل.. هل ينقصك مزيدٌ من الوحل يا ولد..!
آه.. المطر يذكّرك بالعشق والعشّاق.. هاهاها.. أيّامها كنت لا تملك إلا بعض السجائر وفنجان قهوة وكنتَ وحدك .. الآن أنت بلا قهوة وآخر سجائرك احترقت مع ليلة السقوط.. أولادك يقمون الآن بدور العشّاق..وأنت كما الفرشة واللحاف وليس لك فيهما إلّا الكحكحة والمدافع البشرية..!
ويلي عليك.. يغريك المطر.. تريد أن تهرب تحته.. تريد أن تصرخ بملء البلل: لله يا محسنين.. لله يا لأمانين .. نعم تتراجع عن المحسنين إلى اللئام فورا.. لأن اللئام هم من يحسنون بالقطارة والحساب على كل شيء..!! أه صحيح أين ذهب الكرام..؟!
المطر لن ينزل الأسعار.. ولن يدفع أجرة بيتك المكسورة عليك.. لن يجعلك تشتري ملابس الشتاء.. ! المطر لن يسمح لك إلّا أن تتذكّر أنك كنتَ تغني ذات يوم لتظفر بامرأة تكره الفيس بوك.. والآن كل النساء مقيمات هناك ولم يحاولن أن يركضن تحت المطر..!
بئس الفيس بوك الذي سرق منك حتى مطرك الحقيقي..!