دولي

مواجهات في شمال كوسوفو بين الشرطة وسكان صرب

الشاهين الإخباري

استخدمت الشرطة في شمال كوسوفو أمس الجمعة الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين صرب تجمعوا احتجاجا على تولي ألبان رئاسة بلديات بناء على نتائج انتخابات يطعنون بشرعيتها، في تطوّر أدانته الولايات المتحدة وقوى غربية.

ووضعت صربيا المجاورة جيشها في حال تأهب قصوى وأمرته بالتحرك نحو حدود كوسوفو، حسبما صرح وزير الدفاع الصربي لوسائل إعلام محلية.

وقاطعت الأقلية العرقية الصربية في كوسوفو الانتخابات المحلية في الشمال في أبريل مما سمح للألبان بالسيطرة على المجالس المحلية رغم نسبة إقبال على التصويت دون 3,5 بالمئة.

أيدت بلغراد مقاطعة الانتخابات وتدفع نحو إقامة “رابطة بلديات صربية” هي نوع من الاستقلال الذاتي للأقلية الصربية حيث غالبية السكان البالغ عددهم 1,8 مليون نسمة هم من الألبان.

وأعلن الحزب الصربي الرئيسي من كوسوفو إنه سيكون هناك “رد حاسم” من الصرب إذا لم يتوقف “القمع” الذي يمارسه رئيس وزراء كوسوفو ألبين كورتي.

والجمعة قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة “تدين بأشد العبارات” خطوة كورتي، وتدعوه إلى التراجع عنها.

وجاء في بيان لبلينكن أن “هذه الأفعال صعّدت التوترات بشكل حاد وغير ضروري، بما يقوّض الجهود التي نبذلها للمساعدة على تطبيع العلاقات بين كوسوفو وصربيا، وستكون لها تداعيات على علاقاتنا الثنائية مع كوسوفو”.

كذلك أصدرت الولايات المتحدة بيانا مشتركا مع بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا، دان القرار وحضّ كوسوفو على “التراجع فورا واحتواء التصعيد”.

وأبدت القوى الغربية أيضا “قلقها إزاء قرار صربيا رفع مستوى تأهب قواتها المسلحة عند الحدود مع كوسوفو ودعت كل الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتجنّب الخطاب التحريضي”.

وشاهد صحافي في وكالة فرانس برس أن عددا من السكان الصرب الذين احتشدوا عند سماع صفارة إنذار عادة ما تطلق ردا على تواجد لشرطة كوسوفو، اشتبكوا مع العناصر في بلدة زفيكان ذات الغالبية الصربية. وأُبعدوا في نهاية المطاف.

في مقاطع فيديو مختلفة نُشرت على الإنترنت، أمكن أيضا سماع طلقات نارية وقنابل صوتية.

ووصلت عربات الإسعاف إلى المكان حيث أصيب نحو 10 أشخاص بجروح طفيفة جراء “قنابل صوتية وغاز مسيل للدموع، كما أصيبوا بجروح ظاهرة في الوجه” حسبما قالت مساعدة رئيس المستشفى المحلي دانيكا رادوميروفتيش لوسائل إعلام محلية.

وأصيب خمسة شرطيين بجروح طفيفة جراء “أدوات ثقيلة وقنابل صادمة” ألقيت في اتجاههم، وفق شرطة كوسوفو.

وأضافت أن “أضرارا مادية لحقت بأربع عربات رسمية. إحداها أضرمت فيها النيران … كما سمعت أصوات إطلاق نار في الجوار”.

وأكدت شرطة كوسوفو في وقت سابق أن عناصرها يرافقون رؤساء البلدية المنتخبين لدخول المبنى.

وذكرت شبكة آر تي إس العامة أن شرطة كوسوفو استخدمت أيضا الغاز المسيل للدموع في بلديتي زوبين بوتوك ليبوسافيتش.

والجيش الصربي في حال تأهب مشددة على خلفية توترات مع كوسوفو تكررت في السنوات الماضية، كان آخرها في ديسمبر بعد أن أقام الصرب حواجز احتجاجا على اعتقال شرطي سابق.

تسجل اضطرابات متكررة في الجيوب الشمالية لكوسوفو، حيث ظل العديد من الصرب موالين لبلغراد ولم يعترفوا أبدا بإعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد عن جارتها في عام 2008.

يعيش في كوسوفو نحو 120,000 صربي، عدد كبير منهم في المناطق الشمالية الأربع.

في مارس أخفقت كوسوفو وصربيا في توقيع اتفاق تاريخي لتطبيع العلاقات بينهما رغم أشهر من الدبلوماسية المكوكية لوسطاء من الاتحاد الأوروبي.

أ ف ب

زر الذهاب إلى الأعلى