معنى أن تكون أردنيًا
العنود إسماعيل ابوالراغب
خلقت أردنية، فكان لي شرف الانتماء لوطن يروي للعالم قصة فخر واعتزاز. نعمة أن تكون أردنيًا هي نعمة وطن عريق أصيل يحمل في أرضه إرثًا عظيمًا، وطن النشامى، وطن احتضن شعبه، رواهم حبًا وعشقًا. الأردن ليس فقط وطنًا نعيش فيه، بل روح تنبض فينا. حب الوطن ليس مجرد كلمات، بل مشاعر نعيشها كل يوم في كنف قائد عظيم نحبه بالفطرة لا بالإكراه، لأنه القائد الأب والملك الإنسان. قريب منا دائمًا، نراه بيننا، بين أهله وعشيرته الكبيرة، نراه بين شعبه وجيشه. علاقتنا به علاقة ود واحترام وولاء، علاقة طيبة مبنية على الإنسانية والرحمة، تنبع من إرث هاشمي عريق. هؤلاء هم الهاشميون الرحماء الذين نتعلم منهم التواضع، ولقد رأى العالم من الهاشميين دروسًا في التواضع والإنسانية.
حدثني عن قائد أو ملك تستطيع أن تدخل قصره، فنحن في الأردن دخلنا القصر الملكي، وتصورنا، وتكرمنا بكرم الضيافة والقهوة وحسن الاستقبال. دخلنا المكاتب الخاصة بهم، رأينا مقتنياتهم، زرنا قصر رغدان العامر وقصر بسمان الزاهر والأضرحة الملكية والعهدة الملكية والتراث الملكي. هناك حب عظيم وثقة كبيرة بيننا وبين مليكنا. شخصية الملك شخصية عظيمة تجمع بين الهيبة والتواضع والوقار. لا نحتاج لحبه أوامر وتعليمات، نحبه بإرادتنا وبفطرتنا، لأن حبه يتدفق في قلوبنا. فنحن الأردنيين قد منّ الله علينا إذ جعل عبد الله الثاني بن الحسين ملكًا وقائدًا لنا. نراه قائدنا العظيم وأبانا العظيم. توج ملكًا على عرش قلوبنا وتاجًا فوق رؤوسنا.
فقد قاد الأردن إلى الرفعة والتقدم، وسار جلالة الملك بالتحديث السياسي والاقتصادي، ووضع الأردن فوق كل اعتبار، فازدهر الأردن وتألق ونهض على كافة الأصعدة وشتى المجالات، وواصل مسيرة الإصلاح والتقدم، واستطاع الأردن بحنكة الملك أن يتخطى الصعاب في منطقة تعصف بالصراعات والأزمات، وإقليم ملتهب متعدد الصراعات. شخصية الملك تجسد أسمى معاني القيادة والإنسانية، تجمع بين القوة والرحمة وسياسة متزنة ومعتدلة. نجح الملك في إدارة الأزمات بحنكة كبيرة ونظرة ثاقبة. فقد ازدهر الأردن وارتقى وتألق بحكمة الملك، ويعود السبب إلى علاقة الملك بشعبه الوفي وحب الشعب لقائدهم العظيم.
فاليوم قائدنا كان بيننا في السلط، حاضرة البلقاء، فتزينت السلطانة بزيارة القائد. وتحمل هذه الزيارة إرثًا عميقًا وتعكس أصالة التاريخ والهوية الوطنية وهي إرث حضاري يفتخر به. فكلمات الملك تحمل دائمًا الفخر والاعتزاز. فنحن في الأردن نمثل التسامح والمحبة والعيش المشترك. ومدينة السلط لها عبق تاريخي، وشوارع السلط تشهد على عراقتها وتاريخها، فهي مدينة التاريخ والحضارة. فقلت: يا سيدي، الأردن قوي بهمة الأردنيين، ونحن نقول همتنا قوية لأنك قائدنا. نستمد منك العزيمة والمعنوية، وسنبقى مع القائد بثقة وأمل.
وسنفخر دائمًا أننا نملك ملكًا لا يُظلم عنده أحد، ملكًا هاشميًا أحببناه بالفطرة. نحمد الله على أننا ننعم بقائد عظيم ووطن عظيم. عاش الأردن، عاش الملك.