الحرب بالوكالة
د. مازن منصور كريشان
هذا الشكل من الحرب تلجأ اليه الدول الكبرى لتحقيق اهدافها الاستراتيجية كوسيلة لتجنب الصراع المباشر الذي قد يؤدي الى استخدام الاسلحة النووية والكيماوية والبيولوجية .
اذا تلجأ هذه الدول الى انشاء مليشيات او دعم مليشيات قائمة في الاصل دعما مباشرا او غير مباشر لتحقيق اهداف الدول الكبرى.
انواع المليشيات :
— مليشيات عقائدية مثل القاعدة داعش النصرة….
— طائفية مثل حزب الله والحوثين والحشد الشعبي
— عرقية مثل المليشيات الكردية.
— وطنية مثل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
— مليشيات للايجار مثل بلاك ووتر.
اهم صفات المليشيات :
— تقوم على مبدأ المصالح المتبادلة والمساومة مع الدول الداعمة( البراغماتية).
— اجباري يجب ان يكون لها ارتباطات خارجية لتلقي الدعم المادي والعسكري لا يوجد على وجه الكرة الارضية مليشيا مجردة من هذا الدعم ..
— بسبب الارتباط الخارجي على الاغلب لا تحقق هذه المليشيات اهدافها العقائدية او الوطنية او الطائفية او العرقية مثل الاكراد لغاية الان ومنذ قرن لم يقيموا دولتهم.
— لا تلتزم بقوانين دولية او وطنية او مبادئ ومثل اخلاقية.
— الانانية المطلقة في حال وجود غيرها في ميدان الصراع.
— لديها القابلية للدخول في حرب اهلية مع المليشيات الاخرى في ميدان الصراع مثل انحياز مليشيات السلفية الجامية الى جانب حفتر في قتال حكومة الاخوان المسلمين في طرابلس / ليبيا
— لديها القابلية للانشقاقات الداخلية في التنظيم نفسه او مجلس الثورة ان وجد اتحاد اكثر من فصيل في مجلس واحد مثال ذلك :
انشقاق اسامة بن لادن عن الكتائب العربية بقيادة عبد الله عزام في افغانستان ثم انشقاق
ابو مصعب الزرقاوي عن اسامة بن لادن ثم انشقاق احمد شاه مسعود ( مليشيا شيعية) عن مجلس الثورة الافغانية وانشقاق ابو محمد الجولاني في سوريا عن داعش العراق.
— الدول الكبرى لديها القابلية للانقلاب على من تدعم من مليشيات وتقمعها وتضعفها لكنها تحتفظ بنواتها كورقة ربما تستخدمها في المستقبل .
اسقاط النظام السوري
— ما يحدث في سوريا الان وما حدث في افغانستان والعراق وليبيا يمكن فهمه في سياق المعلومات التي بيناها عن مفهوم الحرب بالوكالة.
— بلا ادنى شك من يدعم مليشيا المعارضة السورية بقيادة ابي محمد الجولاني ( تركيا) وبالتنسيق مع الولايات المتحدة :
اذ لم تستخدم الولايات المتحدة طائراتها في وقف تقدم قوات المعارضة باتجاه دمشق وقبلها سمحت لاعرق فضائية امريكية( س ن ن) بمقابلة الجولاني الذي وضعت مكافأة للقبض عليه سابقا عشر ملايين دولار وكانت تصف تنظيمه النصرة بالارهابي فيمكن فهم المقابلة على انها غطاء شرعيا امريكيا للجولاني من حيث :
زعامته وفكره المعتدل الذي ظهر به وتوجهه السياسي الوطني وليس الديني حيث تحدث بلغة الدستور والقانون والانتخاب لتحديد شكل النظام الجديد.
وتوجهه الدولي بالحفاظ على مصالح الولايات المتحدة من خلال ما اسماه ( الاتفاقيات).
وتوجهه الاقليمي بالانفتاح السياسي والامني والاقتصادي مع دول الجوار.
— في المقابلة ظهر الجولاني :
ذكيا يجمع بتميز بين صفات القياة السياسية والعسكرية والدينية.
— حكيما دبلوماسيا مرنا استفاد من تجارب الماضي وتنقله بين العراق والشام تنقلا ايديولوجيا وعسكريا فوجد انه يعيش بالضرورة في عالم تتشابك فيه القوى والمصالح الدولية والاقليمة والوطنية من العقلانية بمكان ان لا يغرد خارج اسرابها مع التمسك بالحد الادنى من المبادئ والقيم الذاتية الى حين تحقيق الحد الاعلى منها.
— اكدنا في اكثر من مقال سابق ان هنالك لعبة أمم يقف في وجه مخططاتها مشيئة قدر :
- لعبة الامم لعبت بالورقة الشيعية لشرخ العالم العربي.
ويد القدر ابطلت مفعول هذه الورقة وجعلهم سبحانه وتعالى يخربون بيوتهم بايديهم وايدي المجاهدين. - لعبة الامم ارادت القضاء على المجاهدين ويد القدر جعلت المجاهدين صمام الامان للمنطقة وكبار اللاعبين فيها :
” والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون”
نبارك لاخوتنا في سوريا هذا النصر الكبير ونسال الله عزوجل ان يجنبهم الحرب الاهلية وان يحفظ عليهم وحدة صفهم وكلمتهم .
ونساله عزوجل ان يجنبهم مكر اسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة.
اللهم فرج كرب امة محمد عليه الصلاة والسلام في مشارق الارض ومغاربها وفي غزة خاصة.
