أقلام حرة

” معادلة الانتصار “

مهند أبو فلاح

في أية حرب على سطح كوكبنا الأرضي لا بد من وجود معادلة للانتصار على عدوك تقوم على فرض شروطك عليه و هذا أمر لا يتحقق إلا في ساحات المعارك و ميادين الوغى من خلال تكبيد الطرف الآخر خسائر فادحة في المعدات و الأرواح يصعب عليه تعويضها و بالتالي يضطر للإذعان و القبول بما يملى عليه من شروط على ضوء المعطيات الميدانية التي لم تكن في صالحه .

الحرب الدائرة رحاها بين العدو الصهيوني و المقاومة الفلسطينية و اللبنانية على جبهتين في قطاع غزة من ناحية و جنوب لبنان و شمال فلسطين المحتلة من ناحية أخرى يسري عليها ما يسري على سائر الحروب في الكرة الأرضية لجهة أن المنتصر هو الطرق القادر على فرض شروطه في المباحثات التفاوضية من خلال استعمال القوة العسكرية لتحقيق مكاسب سياسية ، لكن حكام تل أبيب الذين لا يفهمون سوى لغة القوة و القتل و الدمار يصمون آذانهم عن سماع صوت الحق و إدراك هذه المعادلة ، فرغم القصف الصاروخي المتصاعد و المكثف على العديد من المواقع الاستراتيجية الحيوية البالغة الأهمية في عمق هذا الكيان الغاصب لفلسطين العروبة و الإسلام إلا ان بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو و حكومته اليمينية الفاشية المتطرفة تبدو مصرة على المضي القدم في حربها العدوانية على شعبنا الحر الأبي سواءً أكان ذلك في غزة الاباء أو في بلاد الارز ، و هو الأمر الذي يتطلب احداث تغيير جذري و تحول دراماتيكي في مسار العمليات الحربية الموجهة ضد العدو الغاشم الغاصب لارضنا العربية .

التحول الدراماتيكي في عملية إدارة الصراع مع الكيان الصهيوني لا يتطلب فحسب تصعيد حرب الاستنزاف و العمليات الفدائية ضد قوات العدو المتوغلة في شمال قطاع غزة أو في جنوب لبنان على أهمية ذلك فحسب بل تكثيف عمليات القصف الصاروخي و الجوي باستخدام المسيرات الانقضاضية خاصةً من لبنان نحو اي تجمع سكاني ذو كثافة بشرية في عموم أنحاء فلسطين المحتلة بهدف قتل اكبر عدد ممكن من المغتصبين الصهاينة لأن هذه الوسيلة الوحيدة الممكنة و المتاحة لإجبار حكام تل أبيب على وقف عدوانهم المتواصل على أبناء شعبنا العربي ، بخلاف ذلك فإن جبهة الإسناد التي انطلقت في الثامن من شهر تشرين الاول/ اكتوبر من العام 2023 بعد أربعة و عشرين ساعة فقط من انطلاق عملية طوفان الأقصى لن تحقق هدفها المرجو في إيقاف الحرب الهمجية الدموية التي تشنها الدويلة العبرية المسخ على شعبنا في فلسطين بل إن العدو سيستمر في مسلسل الارهاب الدموي بحق أبناء شعبنا العربي الفلسطيني و شقيقه اللبناني بوتيرة متصاعدة .

Back to top button