أقلام حرة

من يوميّات “بابا سنفور” في الجامعة الأردنية “36”

كامل النصيرات

كيّفتْ على حالي؛ سجلتُ 18 ساعة؛ واكتشفتُ أن مادة من اللواتي سجلتهنّ هي بالانكليزي شكلًا ومضمونًا وامتحانونًا؛ فعرفتُ بأني أكلتُ هَوُوْوًا؛ خصوصًا أن كل طالب سألته يقول لي بأنه رسب فيها أو نجح فيها بالمرة الثالثة أو الرابعة.. طار ظبان عقلي: مش وقتك.. والانجليزي لاحق أهلي من شقّة لشقّة.. لغاية هذه اللحظة عندي تداخل لفظ في قراءة أو تذكّر أي كلمة انجليزية.. فعادي جدا لدي أن أقول عن المرشحة الأمريكية هآرتس بدلًا من هاريس وأن أقول عن الصحيفة العبرية هاريس بدلًا من هآرتس.. وأكثر من عادي لديّ أن أحدّثك عن الفاليوم وأنا أقصد الفانتوم.. عشرات المئات من الخربطات حدثت وتحدث وستحدث معي نتيجة عقدتي الكبرى من هذه اللغة..! ما علينا.. أسقطت المادة وهي قادمة إليّ لا محالة..!
كل محاضراتي في كلية التربية.. ولا أعلم للآن رغم أن كلية العلوم السياسية ذات مبنى راقٍ وحديث؛ لماذا لا يقام فيها محاضرات أو لا يتوفر بها قاعات.. وطلابها مشتّتون في قاعات بحاجة إلى إعادة تجهيز ولا تليق بالجامعة الأردنية و تذكرني بصفوف المدارس النائية ..!
كثير من القضايا وصلتني أو يستوقفني من أجلها طلاب وإداريون تخص الرئاسة لاعتقادهم أن علاقتي “آخر حلاوة مع الرئيس” وحينما كنت أقول لهم: علاقتي مقطوعة به يعتقدون بأنني لا أريد المساعدة.. علما بأنني أحترم قطع علاقته معي فهو بروفيسور ومعالي ورئيس يجلس كل يوم مع بروفيسورية ومعالية ورؤساء حبطرش فأنّى لصعلوك عجوز مثلي بلقاء رجل مثله..! فإلى كل طالب أمر في الجامعة: اعتبروني مش في الجامعة وأنا لستُ في مراهقتي الثورية الأولى كي أدفع عمرًا جديدًا في النضال وأخسر أنا وحدي ويفوز الجميع بالإبل…!
أشعر بفرح مع دكاترة هذا الفصل.. الدكتور محمد الخريشة ذو الصوت الإذاعي والمعاملة الجاذبة دعاني إلى فنجان قهوة لم أشربه للآن نتيجة لتعاكس ظروفنا وحين يتم شرب الفنجان سأنقل لكم انطباعاتي .. الدكتورة ولاء الحسبان مجتهدة وتفتح مجالا للجميع للسؤال والتعقيب وتتعب على محاضرتها وطلابها ليخرجوا بأعلى استفادة .. الدكتورة ايناس الدباس أشعر بفرح غامر وأنا أتحدث في محاضرتها عن الأحزاب السياسية ولا تتعب من حث الطلاب في دخول التجربة الحزبية لأنها متفائلة جدًا بعملية الإصلاح والتحديث.. أمّا الدكتورة شيرا محاسنة فلن أتعب من ترداد القول بأني يجب أن أراها في مواقع متقدمة جدا في الدولة الأردنية لإيماني بما تحمله من “كاريزما”.
هناك تفاصيل كثيرة لم أكتبها بعد.. انتظروني.

زر الذهاب إلى الأعلى