رحلة بلا نهاية بين إيران وإسرائيل
كامل النصيرات
يا جماعة، هالقصة مو عن أي رجل عادي، لا. هذا “أبو خليل”، اللي قرر يركب صاروخ حربي ويصير سائق “خط” بين إسرائيل وإيران، وكأنه بيسوق على خط “عمان – إربد” بس بمستوى ثاني من الإثارة.
بدأت القصة لما أبو خليل كان جالس في ديوان الحارة، عم يسمع الأخبار عن الصواريخ اللي بتروح وبتيجي بين إسرائيل وإيران. قال: “يا زلمة، ليش ما أركب أنا واحد من هالصواريخ وأشوف الدنيا؟” وبالفعل، ما كذب خبر. قدر بطريقة ما يوصل لصاروخ حربي – ما حدا عارف كيف! – وطلع فيه وقال: “يلا، خليني أشوف شو فيه بهالدنيا!”
أول محطة؟ إسرائيل. وصل أبو خليل على تل أبيب، نازل من الصاروخ كأنه نازل من باص كوستر، ونظر حواليه وقال: “يا جماعة، شو القصة هون؟ كل هالضجة عالفاضي؟” وحاول يسأل الناس وين أقرب محطة بنزين عشان يزود الصاروخ بالوقود، لكن ما حد عطاه وجه. قال: “خلص، مش مشكلة، بروح لإيران.”
رجع على الصاروخ، ضغط على زر “إيران” كأنه عم يضغط على GPS، والصاروخ رجع طاير. وصل لطهران، نازل هناك كمان كأنه رايح على زيارة عائلية. بس المشكلة إنه أول ما نزل، الناس بدوا يسألوه: “إنت جاسوس؟ شو جاي تعمل هون؟” رد عليهم بكل ثقة: “لا يا جماعة، أنا سائق خط جديد بين إسرائيل وإيران، إذا بدكم تركبوا معي بخفض لكم السعر.”
وهيك صار أبو خليل يعمل “توصيلات” على خط إيران-إسرائيل، كل يوم ذهاب وإياب، وكأنه ما في حروب ولا أزمات. صار يحكي للجميع: “يا جماعة، الحرب بس على التلفزيون، أما أنا فبعمل أشغال بين الطرفين!” وصار كل ما يوصل إسرائيل، يسأل: “في حدا بدو يروح إيران؟” وكل ما يوصل إيران، يسأل: “في حدا بدو يروح إسرائيل؟”
الغريب إنه لا إسرائيل ولا إيران عرفوا كيف يتعاملوا معه، فكل طرف صار يشوفه كأنه “هدنة متنقلة”. يوم يسوق على مهل بين الجبال، ويوم يطير بسرعة الصاروخ فوق البحر. وحتى صار يحلم إنه يفتح شركة “أبو خليل للنقل الجوي الحربي”، يتخصص في نقل الركاب بين مناطق الصراع، مع خدمة “راحة ومشروب مجاني”.
في النهاية، أبو خليل صار عنده “ولاء خاص” للصاروخ تبعه، لأنه كان الوسيلة الوحيدة اللي خلت حياته “تطير” بين أزمات الشرق الأوسط. وصار يضحك ويحكي: “إذا كان في حل للصراع بين إسرائيل وإيران، فهو أكيد في فتح خط مواصلات رسمي! بس للأسف، يمكن أنا الوحيد اللي بقدر يشوف الفكرة… لأن الباقي مشغولين بالحرب.”