“ما لم تقله السياسة: نقوش على ثغور البنادق”
محمد محمود محاسنة
بسم الله الرحمن الرحيم
بمناسبة مرور عام على السابع من أكتوبر / طوفان الأقصى
“ما لم تقله السياسة: نقوش على ثغور البنادق”
رأيت في المنام أنني في بغداد في العصر العباسيّ، مشاركا في أمسية شعرية، وكان على يمين المنصّة الشاعر الفيلسوف أبو العلاء المعريّ، فأنشدتُ بضعة أبياتٍ من القصيدة، ولم يسبق لي أن كتبتها أصلا، فاستحسنها وابتهج بها، وفورَ صحوتي، كتبتُ الأبيات كي لا أنساها، ثم أكملتُ النص.
غيرُ مُجدٍ في مِلتي وجهُ نَحْسِ
باعَ شعبي وأمنياتِي وقدسِي
غيرُ مُجدٍ وكيفَ يصلحُ وغدٌ
يسفكُ المجدَ والدماءَ لكرسي
قايضَ الذلَّ بالسيوفِ انكسارا
ساعيا بينَ عارِ زورٍ ورجسِ
ضاقَ كلَّ الفضاءُ عن بعضِ ضيقي
وانتفى النّورُ بعدَ ودٍّ وأُنسِ
أذرعُ الموتَ في بلادٍ تردّت
بين نابين ناب رومٍ وفرسِ
بئسَهُ الحظُّ يا فلسطينُ حظٌ
يجمعُ الحرَّ بالذليلِ الأخَّسِ
أيُّها الغيبُ واللظى سكراتٌ
أطبقِ الأرضَ والسماءَ بلمسِ
وابعثِ الموتَ من ركامِ الأماني
وانشزِ الرّعبَ مِن ثرى كُلِّ رمسِ
أعجبُ الدهرِ أن تظلَّ خيولٌ
ساعة الزحفِ تحت إمرة تيس
فانبرى للحياةِ نجمُ حماسٌ
يقسمُ الحظَ بينَ سعدٍ ونحسِ
وحماسٌ وما تراها حماسٌ
لفحُ نارٍ وحبُّ هالٍ وحمْسِ
ترجمُ الظلمَ في شواظٍ لهيبٍ
تضبطُ العُمرَ والمعاني وحدْسِي
تنفضُ الموتَ في وجوهِ الأعادي
يصبحُ المجدُ في رُباها ويمسي
ها هو العزُّ جاءَ يبسطُ كفّا
تنسجُ النورَ من سمائي وشمسي
فارفعوا الرأسَ فوقَ كلِّ الرزيا
وارتجوا النصر بعد كرب ويأس