فلسطين

الاحتلال يضيّق الخناق على الخليل

الشاهين الاخباري

مركبات مكدسة على مرمى البصر، تنتهي بحاجز عسكري مجهز بأحدث أنظمة الأمن والمراقبة، وعلى جانبي الطريق جنود متربصون خلف سواتر اسمنتية، أصابعهم على زناد بنادقهم المشهورة في وجوه العابرين.

يروي سعود أبو كرش من مدينة الخليل، عن ساعات الانتظار التي يقضيها على حاجز “الكونتينر” الفاصل بين شمال الضفة وجنوبها، للوصول إلى مكان عمله في مدينة رام الله.

وتبدأ رحلة أبو كرش منذ ساعات الفجر، وتستغرق أضعاف وقت ومخاطر الطريق المعتادة قبل الإغلاقات التي فرضها جيش الاحتلال في الضفة عموماً بعد السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، وفي الخليل على وجه الخصوص في أعقاب عمليتي التفجير المزدوجة وإطلاق النار في المدينة.

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، ارتفع عدد حواجز الاحتلال العسكرية والإغلاقات في مدينة الخليل إلى أكثر من 157 حاجزاً، يفصل المحافظة عن محيطها ويعزلها عن بلداتها وقراها ومخيماتها، فضلاً عن عشرات الحواجز والإغلاقات الجديدة التي فرضها الاحتلال في مطلع الشهر الجاري.

وقال أبو كرش في حديثه لوكالة “صفا”، “يسلك سائق المركبة طرقاً ترابية جديدة في كل مرة، فالطريق التي نعبرها صباحاً يغلقها جيش الاحتلال بعد ساعة على أكثر تقدير”.

وأضاف أن الطريق طويل، وعرٌ وشاق، يغلبه التوتر والإنصات لتسجيلات صوتية تصل إلى سائق المركبة العمومية من سائقين آخرين، حول أحوال الطرق والحواجز.

وبيّن أبو كرش أن الطريق من الخليل إلى رام الله، كانت تستغرق نحو ثلاث ساعات قبل الإغلاقات التي فرضها الاحتلال مؤخراً، وباتت تستغرق أكثر من خمس ساعات.

وقال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة لوكالة “صفا”، إن قوات الاحتلال فرضت حصاراً على محافظة الخليل، وأغلقت كافة مداخلها والطرق التي تربطها بالقرى والبلدات المحيطة بها.

وأضاف أن المدينة أصيبت بالشلل التام، وتحولت شوارعها إلى مكاره صحية وبيئية بسبب إعاقة أعمال البلدية في نقل النفايات إثر إغلاق المدينة، مبيّناً أن حجم النفايات المتراكمة بلغ نحو 1500 طن.

وأشار أبو سنينة إلى أن الاحتلال يعرقل أعمال البلدية في المناطق المغلقة ومحيط المسجد الإبراهيمي على وجه الخصوص، لافتاً إلى أن الأهالي القاطنين في تلك المناطق عاشوا ظروفاً قاسية جداً، شملت منع التجول والتنكيل والتضييق منذ بدء الحرب على غزة.

وأفاد منسق لجنة المدافعين عن حقوق الأنسان عماد أبو شمسية لوكالة “صفا”، بأن قوات الاحتلال تواصل إغلاق مدخلي الخليل الشمالي والجنوبي في معظم الأوقات، وتنغص على المواطنين وتتحكم في نمط معيشتهم وأوقاتهم.

وقال “إن قوات الاحتلال تسمح بمرور المركبات لفترة وجيزة جداً، يتبعها إغلاق يمتد لساعات، ناهيك عن التنكيل بالمواطنين وتفتيش مركباتهم وتدقيق هوياتهم”.

وأضاف أبو شمسية أن الإغلاقات ألحقت أضراراً جسيمة باقتصاد المحافظة، إذ حالت دون وصول أهالي القرى والبلدات المجاورة إلى الأسواق المركزية في المدينة، وأعاقت حركة البضائع سواء الخارجة أو الداخلة إلى المحافظة.

وحول أوضاع المناطق المغلقة ومحيط المسجد الإبراهيمي وسط الخليل، بيّن أبو شمسية أن المنطقة من الأساس تشهد تضييقاً غير مسبوق منذ بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

وأوضح أن اللجنة وثّقت عدة حالات تحرش بالأطفال والنساء من قبل الجنود المتركزين على الحواجز، إلى جانب الاحتجاز لساعات ومنع المواطنين من الوصول إلى منازلهم في كثير من الأحيان.

وأشار إلى أن تصاعد الانتهاكات في حق المواطنين على الحواجز العسكرية المنتشرة في أزقة وحارات المناطق المغلقة، يأتي في سياق الانتقام والعقاب الجماعي للكل الفلسطيني في أعقاب عمليات المقاومة الأخيرة في المدينة.

صفا

زر الذهاب إلى الأعلى