سلحفاة بوهم أرنب
كامل النصيرات
أحاول أن أبحث عني وسط كلّ ما أراه:
هل أنا الموجود في سوق الخضرة لابسًا كلّ أشيائي الشفّافة بحيث يرى الجميع أن ما في جيبتي يعبّر تمامًا عن الأزمة الاقتصادية العالميّة؟!
أم أنا ذلك الطفل الذي يحمله أبوه المعبّأ بالغبار والأتربة في غزّة ويركض به بلا وعيٍّ ويقول ودمعه لا يتوقّف: معلش؛ كله فدا فلسطين..؟
أم أنا ذلك المُعلَّق على كل الأعمدة وصوري تملأ كل أنظار الناس وأطلب منهم بالفوتوشوب أن ينتخبوني لأن على العهد والوعد والأمانة وحب الوطن ..؟!
أم أنا الراكض بين صالات الأفراح بلا حذاء ولا ربطة عنق بحثًا عن زغرودة صادقة و حبة “جاتو” تشعرني أني لا أستحق الفرح بل مكتوب على شفتيَّ اللهاث كي تتنشّط فيَّ النائمات الحالمات..؟!
أم أنا الموجود في الندوات الثقافية والمؤتمرات السياسية وخلوات العمل الاقتصادية والبرامج الحواريّة؛ وأنا لا أنتظر إلّا الفواصل كي أظفر بكأس عصير أو كوب شاي وتبقى الندوات والمؤتمرات والخلوات والحوارات (طق حنك)..؟!
أنا لا أعي إلّا أن أبذل جهدًا أوسع في الضياع وفي الزحف والمشي والركض نحو اللاشيء؛ لأنني سلحفاة تحاول أن تقنع الجميع بأنها أرنب..!