دراسة علمية جديدة تشكك في تأثير الضوء الأزرق على النوم
الشاهين الاخباري
يعد استخدام الهاتف الذكي أو الكمبيوتر المحمول قبل النوم مباشرة من أهم مسببات اضطرابات وقلة النوم، والسبب في ذلك هو الضوء الأزرق الذي يؤثر على آلية النوم في الجسم.
الضوء الأزرق هو الضوء الصادر من أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، ويسمح هذا الضوء للمستخدمين بالقراءة على شاشات أجهزتهم، ولهذا الضوء تأثيرات صحية سلبية عديدة على العين وعلى عمل المخ وأعضاء أخرى في جسم الإنسان.
خطورة الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة الذكية
وقد شاعت العديد من الأقاويل حول خطورة الضوء الأزرق المنبعث من تلك الهواتف الذكية على صحة الإنسان، كما ازدادت الدراسات والأبحاث التي أجريت مؤخراً في ذات الشأن.
تأثير الضوء الأزرق على النوم
وفي هذا الصدد، فقد أعادت دراسة علمية حديثة النظر في مقولة أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف يمنع الأشخاص من النوم بسهولة، لافتةً، إلى سببين لاستخدام المزيد من التكنولوجيا وقت النوم.
وبمقارنة العديد من الدراسات العلمية التي اختبرت هذا الأمر بشكل مباشر، وجد خبراء النوم من السويد وأستراليا أن التأثير الإجمالي كان “بلا معنى تقريباً”، فقد تأثرت مدة النوم في المتوسط بأقل من 3 دقائق.
وأكد الخبراء، أن العبارة التي مفادها أن الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف الذكية يمنعك من النوم هي في الأساس “خرافة”.
وللتوصل إلى هذه النتيجة، جمع الخبراء أدلة من 73 دراسة مستقلة، بإجمالي 113 ألف مشارك من جميع الأعمار، وفحصوا عوامل مختلفة تربط بين استخدام التكنولوجيا والنوم، ووجدوا بالفعل رابطاً بين استخدام التكنولوجيا والنوم، ولكن ليس بالضرورة ما قد تظنه.
وخلص الخبراء، إلى أن استخدام التكنولوجيا في بعض الأحيان يمكن أن يؤدي إلى قلة النوم، وفي بعض الأحيان يمكن أن تؤدي قلة النوم إلى زيادة استخدام التكنولوجيا.
علاقة معقدة
وأظهرت الدراسة الجديدة، أن العلاقة بين التكنولوجيا والنوم معقّدة، ويمكن أن تسير في كلا الاتجاهين، ووجد الخبراء بعد تحليل 11 دراسة عن ضوء الشاشات الساطع، نام خلالها الأشخاص الذين استخدموا شاشة ساطعة ينبعث منها ضوء أزرق قبل موعد نومهم، في المتوسط بعد 2.7 دقيقة فقط، وفي بعض الدراسات نام أشخاص بشكل أفضل بعد رؤية شاشة ساطعة.
ووفقاً لنتائج 7 دراسات، فإن الأشخاص الذين تعرضوا لمحتوى أكثر تنبيهاً أو إثارة قبل النوم، مثل ألعاب الفيديو، استيقظوا بما معدله نحو 3.5 دقيقة فقط من النوم، مقارنةً بأولئك الذين شاركوا في شيء أقل إثارةً، على سبيل المثال التلفزيون.
محتوى التكنولوجيا وحده لا يؤثر على النوم
وبحسب الدراسة، فإن محتوى التكنولوجيا وحده لا يؤثر على النوم، إذ وجدت تلك الدراسة أن اضطراب النوم في الليل مثل الاستيقاظ بسبب الرسائل النصية، وعدم النوم جرّاء استخدام التكنولوجيا بعد الوقت الذي يمكن أن ننام فيه، يمكن أن يؤدي إلى فقدان النوم، لذلك في حين ارتبط استخدام التكنولوجيا بقلة النوم في هذه الحالات، لم يكن هذا مرتبطاً بالتعرض للضوء الأزرق الساطع من الشاشات قبل وقت النوم.
تأثير الضوء الأزرق على “الميلاتونين”
وهناك اعتقاد سائد عند البعض بأن الضوء الأزرق يؤثر على “الميلاتونين”، وهو هرمون ينظّم النوم، وخلال النهار نتعرض للضوء الطبيعي الساطع الذي يحتوي على كمية عالية من الضوء الأزرق الذي ينشّط خلايا معينة في الجزء الخلفي من أعيننا، التي ترسل إشارات إلى دماغنا بأن الوقت قد حان للانتباه، ولكن مع انخفاض الضوء في الليل يبدأ دماغنا في إنتاج “الميلاتونين”، مما يجعلنا نشعر بالنعاس.
وحول هذا الاعتقاد، فقد رأت الدراسة العلمية الجديدة، أن من المنطقي الاعتقاد بأن الضوء الاصطناعي من الأجهزة يمكن أن يتداخل مع إنتاج “الميلاتونين”، وبالتالي يؤثر على نومنا، لكن الدراسات تُظهر أنه يتطلب مستويات ضوء عالية ليكون لها تأثير كبير.
أسباب رئيسية لاستخدام التكنولوجيا قبل النوم
وتشير الدراسات والأبحاث إلى أن الأشخاص يميلون إلى استخدام المزيد من التكنولوجيا وقت النوم، لسببين رئيسيين، هما:
لشغل الوقت، وهذا أمر شائع لدى المراهقين الذين لديهم تحوّل بيولوجي في أنماط نومهم يؤدي إلى أوقات نوم متأخرة، بغضّ النظر عن استخدام التكنولوجيا.
لتهدئة المشاعر والأفكار السلبية وقت النوم.
عوامل أساسية تساعد على النوم
وبحسب الخبراء، فهناك عاملين رئيسيين يساعدان على النوم، وهما:
ضبط النفس الذي يساعد في مقاومة المكافآت قصيرة المدى للنقر والتمرير.
وجود أحد الوالدين أو أحد الأحباء للمساعدة في تحديد أوقات النوم.
حالة من الارتباك
وكانت الدراسات والأبحاث السابقة التي أجريت حول تأثير الضوء الأزرق على الجسم وخاصةً وقت النوم قد أظهرت، أن الضوء الأزرق الساطع الخارج من شاشات الأجهزة يسبب للمخ حالة من الارتباك، فهذا الضوء له تأثير مشابه لتأثير ضوء الصباح الذي يحفز المخ على عدم إفراز هرمون “الميلاتونين”، وهو هرمون يحفز الجسم على النوم، ويسبب تغيير نمط النوم آثاراً صحية كبيرة على جسم الإنسان.
وحول تأثير الضوء الأزرق على المخ، فهو يسبب حالة التراكم العصبي التي تؤدي إلى صعوبة الاستجابة للنوم، والخلل في نمط النوم يؤدي بدوره إلى ضعف الذاكرة، كما أن الضوء الأزرق له تأثير سلبي على القدرة على التركيز خلال القراءة والدراسة، علاوة على ذلك يؤدي تغيير نمط النوم إلى تغيير في نمط الأكل أيضاً وهو ما يؤدي إلى السمنة المفرطة.
سيدتي