أقلام حرة

أمام سيدي جلالة الملك: مدخل العقبة؛ خطر ملاحات البوتاس وأزمة مقلقة تهدد السلامة العامة

كتب أ.د. محمد الفرجات

سيد البلاد حفظه الله تعالى ورعاه صمام الأمان ومرجعية شعبه المحب، وهذا عهدنا بملوك الهاشميين كابر عن كابر؛ الحكم الرشيد المتزن، الإنسانية، العطاء، وقيادة الدولة وتوجيه مؤسساتها بحزم وعزم.

كل أسبوع لا يخلو برنامج جلالة الملك من عدة لقاءات مع فئات الشعب، وإدارات القطاعين العام والخاص؛ يوجه، يتابع ويقيم ويقوم، والتقويم هنا يقصد به وضع الأمور بمسارها الصحيح.

مشكلتي أو ميزتي (لا أعلم)، أنني لا أستطيع رؤية الخطأ بينما هنالك ما هو صحيح او أصح.

كتبت قبل نحو أربعة اعوام بشأن تقاطع مدخل العقبة (التاسعة) الخطير، ودوار السلال وبعض المنغصات المرورية الخطيرة في مدينة العقبة كالشارع الواقع بين إشارات إسكان الجيش ودوار السلال، وكان المقال بشكل عام. ولم نسمع او نرى أية حلول.

قبل عامين وبعد أن دهست سيدة مسنة وقضت على تقاطع مدخل العقبة (التاسعة) من قبل ناقلة خلاط باطون، وبعد تكرار إغلاق شوارع مدخل العقبة الوحيد بناقلات البوتاس العملاقة أو ناقلات السيارات أو الشاحنات بحوادث متنوعة، وإنتظار الاهالي والطلاب مدة طويلة ليصلوا مدارسهم أو عملهم، وحي سكني كامل بعشرات آلاف السكان بمدخله ومخرجه الوحيدين يغلق، وبعد حادث مروع أتت فيه ملاحة بوتاس في النفق الذي يؤدي إليه التقاطع على سيارة بموكب عرس وقضى سائقها، قررت مكاتبة السلطات المحلية، وكاتبت دولة الرئيس وذلك بمقالات عن واقع الحال، ولم يتمخض عن ذلك اي حل.

العقبة مدينة السياحة والصناعة والمطار الدولي والموانيء والاستثمار والتجارة والمال والأعمال، هي باكورة إنجازات جلالة الملك، وما زالت كل إنجازات المنطقة الاقتصادية الخاصة ونحو ربع مليون من السكان يؤدي إليهم مدخل تقاطع التاسعة الخطير والمزدحم، وهو مدخل العقبة الوحيد لمن يأتي من وادي اليتم أو وادي عربة.

التقاطع هو إمتداد طبوغرافي لطريق وادي اليتم المنحدر، والذي قد يؤدي لا قدر الله تعالى إلى فقدان سيارات شحن ثقيلة الفرامل والسيطرة، وتنتهي لا قدر الله تعالى بزهق أرواح مئات ركاب السيارات التي تنتظر الاشارة لتفتح على التقاطع، أو تنتظر تريلا أو ملاحة بوتاس حدث بها خلل او تعطل أو إلتفت بزاوية ضيقة لتفقد المقدرة على الحركة على التقاطع.

حصل السيناريو أعلاه سابقا، وقتلت شاحنات أرواحا بربئة، وأخرى صهاريج حرقت مباني إسكانات وظيفية في أول العقبة.

تشجعنا قبل أربعة أشهر لجمع تواقيع من مجتمع العقبة الكريم، وصغنا إستدعاء موجه لمعالي رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس للمساهمة مع مفوضية العقبة، بتخطيط وتشييد بوابة تليق بمدخل العقبة، مكان التقاطع البدائي الخطير، وكتبت مقالا قبل ذلك بأشهر بذات المطلب لمعالي رئيس الشركة الموقرة، لأنني اعلم واقع الحال المالي لسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، أمام مرابح سنوية كبيرة لشركة تسير ناقلاتها ذهابا وإيابا للموانيء عبر العقبة وطرقها وتزاحم سيارات المواطنين، وأن دورها المجتمعي يتطلب منها المساهمة بالحلول.

أكتب اليوم لجلالة الملك بعد أن خاطبت الجميع ومنذ سنوات، وبعد أن عاد موسم المدارس، وبعد أن بقي التقاطع والخطر على حاله، ونتأمل من جلالته أن يأمر بحزمه وعزمه الهاشمي بحزمة حلول عاجلة ومستدامة لمدخل العقبة، وكذلك لكل منغصاتها المرورية، فمشروع جلالته “العقبة الاقتصادية الخاصة” أمانة برقابنا جميعا علينا أن نسلمه بخيره وديمومته للأجيال القادمة، مع التطور المستمر نحو الأفضل لننافس الاقليم إستثماريا وسياحيا وصناعيا ونقل بري وبحري وجوي… إلخ مما تتمتع به العقبة ثغر الأردن الباسم.

إن حلولا يدعى (بضم الياء وتشديد الدال) بها من طراز لجان من أمانة عمان زارت العقبة وستضع الحلول، أو أن هنالك مخطط ذكي تعده جايكا اليابانية للمدينة، كلها ومن خبرتي بعمل القطاع العام لن تقدم ولن تؤخر، إن لم يكن هنالك مخصصات مالية وخطة تنفيذية لطرح عطاء مخططات وعطاء تنفيذ بوابة تليق بالعقبة ومشروعها الملكي، وأهلها وسكانها وسياحها ومستثمريها وكل من يقصدها.

العقبة العزيزة علينا، والتي كانت موضوع رسالتي بالدكتوراة في ألمانيا ١٩٩٨-٢٠٠٢ ، نوليها كل الاهتمام بالأفكار والطروحات لحماية وتطوير وإستدامة مشروعها الاقتصادي باكورة عطاء جلالة الملك، وبيئتها ومياهها وسبل تكيفها مع آثار التغير المناخي وسكانها،،،

حمى الوطن وقائد الوطن…

زر الذهاب إلى الأعلى