أقلام حرةصيد الشاهين

غزة وفلسطين …. لحن يُعزف على أوتار الإنتخابات البرلمانية

داود شاهين

قبل ما يقارب الأربع أشهر نشرتُ مقالاً تحت عنوان “ غزة .. موجة وصول .. أول مرة بكتب سياسة ” وكتبتُ مقالي يومها على مبدأ “ الي على راسو بطحة يحسس عليها “. و وصفت في مقالي أحوال بعض الأحزاب الذين استخدموا غزة و فلسطين. مفتاح للقلوب. وأستقرأت يومها سيناريوهات حملاتهم الإنتخابية. وكيف ستدار حملاتهم. متحدثاً صراحةً عن ركوب بعض الأحزاب لموجة غزة و بدئهم بعملية التسويق لأحزابهم و قوائمهم بحملات إنتخابية إستباقية عنوانها غزة وفلسطين.

وكما توقعت مع إنطلاق الحملات الإنتخابية لإنتخابات مجلس النواب 2024 حضرت غزة والقضية الفلسطينية في حملات مجموعة من القوائم الحزبية بقوة. صوروا من خلالها أنفسهم للناخبين بأنهم يملكون العصا السحري القادر على حل القضية الفلسطينية بشكل عام. وقضية غزة وحربها على وجه الخصوص. في محاولة لاقناع الناخبين انهم قادرين على وقف الحرب المستعرة على قطاع غزة.

أول تعليق لي على هذه القوائم التي صَدّرت غزة وفلسطين في مشهدها الإنتخابي. هو مستوى البذخ والمبالغ التي تم صرفها على حملاتهم الإنتخابية. و لو أن هذه القوائم اعلنت رسمياً أنها لن تقوم بأي حملة إنتخابية. وأنها ستقوم بالتبرع بالمبالغ المرصودة للحملة الإنتخابية الى أهل غزة. وبموجب ايصالات رسمية يتم إيداعها في حساب الهيئة الخيرية الهاشمية. لكنت أنا أول المنادين بدعمهم و دعم قوائمهم.

مجموع المبالغ التي رصدتها القوائم الإنتخابية. والقائمين عليها. كفيلة بتأمين الطعام والملابس والمياه لآلاف الأسر الغزية التي هُجرت و تقطعت بها السُبل. حجم المبالغ التي تم رصدها وصرفها على حملاتهم الإنتخابية. كفيل بتأمين العلاج والأجهزة الطبية لمرضى و مستشفيات في قطاع غزة. توقفت أو ستتوقف عن العمل في أي لحظة.

ضعف الأحزاب و ضعف هيئاتها العامة دفعها الى تأليف مقطوعات موسيقية يتكون سلمها الموسيقي من غزة و فلسطين. واضافت لهم سلم العشائرية والمناطقية. الذان لا يقلان أهمية عن غزة وفلسطين وخصوصاً في مثل هذه الظروف. لتخرج بعدها الى العامة مقطوعة موسيقية متكاملة. تعزف فيها على أوتار عواطف الناخبين. طبعاً كل المقال على مبداء ” الي على راسو بطحة يحسس عليها”

سيناريوهات القوائم الإنتخابية إضافة جديدة الى قصص القضية الفلسطينية. التي لم تخلوا من متسلقين ومتاجرين بالقضية لأهداف وغايات شخصية. ما نشاهد في سيناريو الإنتخابات هو حشد للناخبين لإيصالهم الى قبة البرلمان . مستغلين تعاطفهم مع القضية الفلسطينية و من كافة أطياف المجتمع.

ختاماً أقول القضية الفلسطينية كثار الي تاجروا فيها و ” الي على راسوا بطحة يحسس عليها” .

زر الذهاب إلى الأعلى