أقلام حرة

لماذا نقبله لأنفسنا.. ولا نقبله للمسؤول؟!..

محمود الدباس

كثيرة هي الاوقات التي اقف فيها حائرا في طريقة تعاطي المواطنين -وانا منهم- في موضوع التعيينات..
فغالبنا يسعى حثيثا لطرق ابواب المسؤولين لكي يتواسط بتعيين ابنه او بنته او احد اقربائه.. ضاربا عرض الحائط بكل التعليمات والقوانين.. وبالتسلسل او دور ديوان الخدمة المدنية..

واذا ما نظرنا بمنطق -حتى لو كان اعوج- فإن المسؤول له ابناء واقارب.. وهو موجود في المطبخ ولا يحتاج لمن يتواسط عنده.. فلماذا لا يتواسط لنفسه عند نفسه ويعينهم مباشرة؟!.. ما اجحدنا وما اضيق عيننا؟!..

الطبيب يريد ان يصبح ابنه طبيبا.. والمهندس يعمل المستحيل ليجعل ابنه مهندسا.. وصاحب الحلال او الراعي يربي ابنه على اقتناء ورعاية الحلال.. وكذا التاجر والصناعي والمحامي..
فهل نبخس المسؤول حقه بان يسعى حثيثا ليمكن لابنه من أن يكون مسؤولا؟!..
ام حلال علينا.. وحرام عليهم؟!..
السنا من نتغنى بابناء بعض.. ونقول ذاك الشبل من ذاك الاسد؟!..

ينشغل الناس بقصص بين الفينة والاخرى حول تعيين مسؤول لابنه مستشارا او مديرا او سفيرا.. وتضج وسائل الاعلام الصفراء والبيضاء حول ذلك.. وفي المحصلة.. يبقى الوضع كما هو عليه..

من هنا وحتى اختصر المشهد.. وحتى لا ينشغل الناس بهكذا امور.. وحتى تستريح الحكومة من النق والقيل والقال.. اقول..

  • اليس للمسؤول امتيازات كالسيارة بسائق او بدون سائق حسب مركزه؟!.. وسيارة بسائق لاولاده؟!..
  • اوليس لبعض المسؤولين حارس او مرافق حسب مركزه؟!..
  • وأليس لبعض المسؤولين سكن؟!..
  • وأليس واليس واليس.. هن أوليسات كثيرات..

فلماذا لا يكون هناك عرف متبع.. او حتى قانون واضح.. يجيز للمسؤول ان يعين ابنائه وأقاربه.. حسب درجته.. اي يعين واحد او اثنين او عدد معين؟!..

بهكذا امر.. سيتم قطع لسان اي واحد منا ينتقد.. لان الامر اصبح عرفا او قانونا.. وبهكذا شيء.. وبهذا الوضع لن ينشغل الناس بالحديث عنه.. وتستريح الحكومة -فوق استراحتها اصلا- من التشويش والنق والقيل والقال..

في الختام اقولها نصيحة.. اشتغل على نفسك كثيراً.. حتى يكون السؤال الأول.. والأخير.. والواحد.. والاوحد.. لإبنك في مقابلة التوظيف “شو أخبار الوالد؟!”.. طبعاً مع حفظ الألقاب للوالد..

حمى الله الأردن ملكا وشعبا وارضا..

زر الذهاب إلى الأعلى