مهرجان جرش للثقافة و الفنون موسوعة ثقافية قرائتها عشق وشغف
داود شاهين
منذ عام 1986 وأنا متابع لفعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون. ولم أغب تقريباً عن حضور ولو دورة واحدة أو حتى زيارة دون حضور أي من حفلات المدرج الجنوبي. كان شغفي التواجد في المهرجان ومشاهدة ما يجري هناك. ولم اكن في ذلك الوقت أعمل في مجال الإعلام.
مشاركتي أو لنقل شغفي في الحضور. كان نابع من وازع داخلي. يدفعني للمشاركة في مناسبة وطنية تحمل في طياتها الكثير الكثير من العناصر الثقافية. من إطلاع على العادات والتقاليد. والتعرف على الكثير من الأشياء لم يكن من السهل بالنسبة لي التعرف عليها . والسبب في ذلك أني من أبناء المدينة.
وللأمانة فقد تعرفت الى كثير من مسميات وأنواع المأكولات الاردنية الشعبية في مهرجان جرش للثقافة والفنون. فعلى سبيل المثال لا الحصر. أول مرة في حياتي أتعرف على اللزاقيات .. و التشعاتشيل… والكثير من المأكولات الشعبية الأردنية كان في مهرجان جرش …. وأول مرة بتعرف على الزلابيا … الاردنية كان في مهرجان جرش.
إن كنت أنا من ولد وعاش في الأردن .. أنا إبن الأردن و هذه هي تجربتي مع مهرجان جرش. وكانت التجربة قيمة مضافة الى ثقافتي الوطنية من مهرجان جرش و الإحتكاك بفعاليات المهرجان. فما هو حال السائح الأجنبي والزائر العربي. كيف ستكون تجربتهم.
بالنسبة لي وللكثير من من يشبهوني لم يكن مهرجان جرش للثقافة والفنون يوماً مهرجان للطبل والرقص والغناء. انما كان موسوعة ثقافية يتم من خلالها التعرف على ثقافة جديدة وعادات وتقاليد جديدة. في مهرجان جرش تعرفت على الكثير من العادات والتقاليد لدول عربية. من خلال جناح خاص يتم فيه إستضافة سفارات الدول العربية ويخصص لكل دولة منها مكان خاص تعرض فيه أهم ما تشتهر به.
ما دفعني الى الكتابة اليوم مكالمة هاتقية من صديق لي في إحدى دول الإغتراب. حدثني فيها عن حجم عتبه علي لمشاركتي في تغطية فعاليات مهرجان جرش رغم الظروف المحيطة بنا. و وجدته خلال حديثنا انه لا يعرف من جرش سوى حفلات المسرح الجنوبي….. ( وهذا حال الكثير من المعترضين على مهرجان جرش ) ولم أتفاجئ عندما قال لي انه ورغم زياراته السنوية للأردن والتي صادف العديد منها خلال فترة المهرجان إلا انه لم يفكر يوم بزيارته… ( حاله كحال الكثير من المعترضين على المهرجان) وأن هجومه على المهرجان نابع من سوء تسويق إعلامي لفعاليات المهرجان ( وعشان ما تزعل مني الإدارة اليوم ) أقلها من الإدارات السابقة للمهرجان. فهو لأول مرة يتعرف الى حجم وعدد الفعاليات التي تقام بالمهرجان. إلا أن جميع الصحف والمواقع الإخبارية العالمية كانت في فترات سابقة تركز فقط على حفلات المسرح الجنوبي…. وهذا بحسب رأي صديقي هو ضعف في التسويق الإعلامي لفعاليات المهرجان.
المهم .. ما علينا… تم إقناع صديقي بأهمية إقامة مهرجان جرش للثقافة الفنون…. وتم الإتفاق على ان تكون زيارته للاردن اواخر الشهر الحالي. بقرار شخصي منه لزيارة مهرجان جرش للثقافة والفنون والمشاركة بحضور فعاليات المهرجان. وخصوصاً ان صديقي وحاله حال عدد كبير من المحتجين والمعترضين على إقامة المهرجان لم يلغي او يختصر حفل زفاف ولده الذي كان منذ ايام. مقتنعاً انه ان لم يقم هو في دولته الصغير ” البيت ” بإلغاء أو إختصار مراسم زفاف ابنه فكيف له ان يعترض على فعالية لدولة لها استقلاليتها.
يا ريت نقرأ بين السطور … حمى الله الاردن