أقلام حرة

تحويل الصحراء الشرقية (شرق السكّه) إلى واحة إنتاجية: رؤية طموحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي

المهندس رائد الصعوب

تساءل البروفيسور محمد الفرجات عن إمكانية تخصيص مساحة في الصحراء الشرقية لزراعة الأعلاف باستخدام تقنيات الري بالتنقيط ومن آبار المياه الجوفية العميقة، وضخ المياه بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى إنشاء مزارع لتربية المواشي ومشتقات الألبان والدواجن. تعتبر هذه الفكرة الابتكارية خطوة هامة نحو تحويل الصحراء إلى واحة إنتاجية، وتحقق العديد من الفوائد الاقتصادية، البيئية والاجتماعية. هنا نستعرض كيف يمكن أن تتحقق هذه الفوائد وما هي التحديات والتوصيات لتحقيق النجاح.

الفوائد الاقتصادية:

  1. تحقيق الاكتفاء الذاتي: ستساهم هذه المشاريع في توفير احتياجات الأسواق المحلية من اللحوم، الحليب، مشتقاته، والبيض، مما يقلل من الاعتماد على الاستيراد.
  2. زيادة الصادرات: يمكن تصدير الفائض إلى الأسواق الخارجية، مما يعزز من دخل الدولة بالعملة الصعبة.
  3. تشغيل الشباب: توفير فرص عمل للشباب العاطل عن العمل في مجالات الزراعة، تربية الحيوانات، والصناعات التحويلية المتعلقة.
  4. تحفيز الاستثمار الخاص: تقديم حوافز مشجعة للقطاع الخاص للاستثمار في هذه المشاريع سيزيد من حجم الاستثمارات ويعزز الاقتصاد المحلي.

الفوائد البيئية:

  1. استغلال الطاقة الشمسية: استخدام الطاقة الشمسية لضخ المياه سيساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويقلل من انبعاثات الكربون.
  2. حماية الموارد المائية: استخدام تقنيات الري بالتنقيط سيعمل على ترشيد استهلاك المياه وحماية الموارد الجوفية.

الفوائد الاجتماعية:

  1. تحقيق الاستقرار الاجتماعي: توفير فرص عمل للشباب سيحد من البطالة ويقلل من مشكلات الفقر والجريمة.
  2. تحسين مستوى المعيشة: زيادة دخل الأسر من خلال العمل في هذه المشاريع سيؤدي إلى تحسين مستوى المعيشة والرفاهية الاجتماعية.

التحديات:

  1. التكلفة الأولية: تحتاج هذه المشاريع إلى استثمارات كبيرة في البداية، سواء في مجال البنية التحتية أو التكنولوجيا.
  2. إدارة الموارد المائية: يجب وضع خطة محكمة لإدارة الموارد المائية الجوفية بشكل مستدام لضمان عدم استنزافها.
  3. التدريب والتأهيل: توفير برامج تدريبية للشباب والعاملين لضمان إدارة وتشغيل المشاريع بكفاءة.

التوصيات:

  1. إجراء دراسات جدوى: يجب إجراء دراسات جدوى اقتصادية وبيئية مفصلة قبل بدء تنفيذ المشاريع.
  2. الشراكات مع القطاع الخاص: تشجيع الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص لتوزيع المخاطر وتوفير التمويل اللازم.
  3. التطوير المستمر: تحديث التكنولوجيا والابتكار في مجال الزراعة وتربية الحيوانات لضمان تحقيق أعلى كفاءة ممكنة.

تجارب ناجحة:

توجد أمثلة ناجحة لزراعة الأعلاف في الصحاري باستخدام تقنيات الري بالتنقيط، مثل مشاريع الزراعة في صحراء نيفادا وأريزونا بالولايات المتحدة، وصحراء النقب في فلسطين، أدى استخدام الري بالتنقيط إلى زيادة الإنتاج الزراعي بشكل كبير مع تقليل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 80% وزيادة المحاصيل بنسبة 100% في بعض الحالات. كما أن مشروع “السور الأخضر العظيم” في الصحراء الأفريقية يعد نموذجًا آخر لاستعادة الأراضي وتحقيق التنمية المستدامة من خلال تقنيات الزراعة في الصحاري【16†source】【17†source】【18†source】【19†source】.

بهذا الشكل، يمكن أن تتحول الصحراء الشرقية إلى واحة من الإنتاج الزراعي والحيواني، تساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، توفير فرص العمل، وتحقيق التنمية المستدامة في الأردن. هذا المشروع لن يكون فقط نقلة نوعية في قطاع الزراعة، بل سيضع الأردن على خارطة الدول المصدرة للمنتجات الزراعية والحيوانية، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية ويضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى