أقلام حرة

( دكتاتور ) .. ليوم واحد

طلعت شناعة

من باب التغيير، قررتُ ان أصبح « دكتاتورا « ولو ل « يوم واحد «.. فقمتُ ب « التقمّص الصحفي .
بداتُ عملي بإصدار قرار بمنع صديقات زوجتي من زيارة بيتنا..تحت ذريعة التدخل في شؤوننا الخاصة.
فغضبت زوجتي وقالت : انت دكتاتور.. كل واحد حُر بأصحابه.
كشّرت.ُ عن انيابي وصرخت : هذا بيتي انا..وانا اللي بأقرر مين يجي ومين ما ييجي..
وراحت وعلى.. ومن يومين وزوجتي مخاصمتني..

  • كما قمت بمنع ابنتي الكبرى من الخروج مع صديقتها.. وقلت لها،: من اليوم وطالع الخروج باذني.
    قالت « الحساب.. ابوي ديمقراطي وعامل حاله رومانسي..؟
    قلت لها : انا صرت دكتاتور واللي مش عاجبه…..
    اختفت البنت في غرفتها وأظنها صارت تبكي.
  • اولاد الجيران أخذوا يركضون على « درَج العمارة «.. ذهبتُ وصرخت بوجوههم وحذرتهم ب طلب الشرطة ان عادوا للعب داخل العمارة..
  • جارتنا ام علي.. استغربت ان عينها اجت في عيني الصبح وما « صبّحت « عليها كما اعتادت منذ سنوات..
  • صديقي تأخر على موعدنا خمس دقائق.. غضبتُ منه وقلت له كلاما قاسيا.
    قال : مش خابرك بتزعل على هيك قصص.
    عادي اذا تأخر الواحد خمس دقايق..ما طارت الدنيا.
    قلت له : اللي ما بيحترم الوقت.. ما بيحترم الناس…
  • دخلت المطبخ وانا باعمل « قهوتي « لخبطت الدنيا.. وكسّرت صحون والقهوة « فارت « على الغاز وتبهدل واجت زوجتي وصاحت « شو اللي انت عامله..؟
    صرخت بها : انا حُر.. وانا صاحب البيت..
  • ابني.. خالد اخر العنقود..، مش عاجبه الاكل.. بده وجبة « شاوررما «..
    قلت له : يا بتوكل «ملوخية» زيّنا.. يا بتظلك بالجوع.
    قال الولد « معقول انت هيك.. وين حنانك وحِنيّتك ؟
  • حذرت أفراد العائلة من.. السّهر.. وأغلقت التلفزيون وخبيت « الريموتات « بخزانتي.. وطفيت كل الاضواء وقلت « يالله ناموا.. بدنا نوفّر طاقة..
    اخفيتُ وجهي بالوسادة.. وتأملتُ نفسي واسترجعتُ ما فعلته طوال اليوم.. وشعرت كم انا..دكتاتور.. تافه .
زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page