منوعات

السجائر الإلكترونية مصدر ذعر ووباء يهدد صحة المراهقين

الشاهين الاخباري

أصبحت السجائر الإلكترونية -المعروفة باللغة الإنجليزية باسم “Vape”- مصدر ذعر للعديد من الحكومات والسلطات الصحية، لدرجة تصنيفها من قبل الخبراء على أنها وباء يهدد صحة المراهقين على وجه الخصوص.

ولوحظ أن الولايات المتحدة من أكثر البلدان التي تعاني من وباء السجائر الإلكترونية، على خلفية الارتفاع الملحوظ في عدد مستخدميها من المراهقين.

كما دفع الترويج المبالغ فيه لكون السجائر الإلكترونية أفضل للصحة من نظيرتها التقليدية، العديدَ من الدول -وكان آخرها أستراليا- إلى حظر استخدامها وفرض قيود صارمة عليها.

وتعهد وزير الصحة الأسترالي مارك باتلر، الثلاثاء، بفرض قيود صارمة على بيع السجائر الإلكترونية، ودعا إلى مزيد من التشديد في عمليات البيع وألا يتم التعامل بطريقة فضفاضة مع القوانين المنظمة لهذه العادة.

وقال باتلر، خلال كلمة ألقاها في نادي الصحافة الوطني في أستراليا، إن بيع السجائر الإلكترونية في بلاده شهد أكبر ثغرة في تاريخ الرعاية الصحية الأسترالية، مشيرا إلى تحولها إلى منتج ترفيهي في البلاد.

وأضاف أن هناك قصورا في حكومته تجاه القوانين المنظمة لبيع السجائر الإلكترونية، وتابع: كان هناك حظر لكن دون تطبيق حقيقي، وهذا المنتج يسبب الإدمان لكن لا يرافقه أي دعم للمساعدة على الإقلاع عنه وعن عادة التدخين.

وانتقد باتلر تبني شركات التبغ منتجات جديدة تسبب الإدمان، لكن هذه المرة يتم بيعها في عبوات جذابة ونكهات لذيذة.

وانتشرت السجائر الإلكترونية على نطاق واسع في أستراليا كمنتج ترفيهي، ولا سيما بين الشباب في المدن.

وتطبق أستراليا بالفعل شرطا يلزم الشخص بتقديم شهادة طبية لاستخدام السجائر الإلكترونية، بيد أن هذا القطاع يخضع لسوء تنظيم في ظل انتعاش السوق السوداء.

وفي السياق، أشار الوزير الأسترالي إلى أن القلق المتزايد من السجائر الإلكترونية هو من استخدام المراهقين لها استخداما كثيفا ولا سيما في الولايات المتحدة.

وبالرغم من أن دراسات عدد من الخبراء عام 2015 خلصت إلى أن السجائر الإلكترونية بالفعل أكثر أمانا وأفضل على الصحة من السجائر القابلة للاحتراق، فإن معارضي هذه العادة يشيرون إلى حقيقة أن الكثير من غير المدخنين باتوا يتبنون هذه العادة ويحصلون على نسب عالية من النيكوتين المسببة لإدمانه.

وفي محاولة للسيطرة على هذا الوباء الجديد، لفت الوزير الأسترالي إلى أن حكومته ستعمل على فرض وجود وصفات طبية عند شراء منتجات التدخين الإلكتروني التي ستبقى قانونية.

وأوضح أن القرارات الجديدة ستلزم أن تصبح السجائر الإلكترونية شبيهة بعبوات المستحضرات الصيدلية، فضلا عن فرض قيود على النكهات والألوان وتركيزات النيكوتين والمكونات الأخرى.

وأردف بتلر: لن يتوافر بعد الآن نكهات العلكة أو الأنواع الوردية أو السجائر الإلكترونية المتخفية في هيئة أقلام تمييز نصوص للأطفال التي يسهل إخفاؤها في حافظة أقلام الرصاص الخاصة بهم.

أمراض الرئة
وقد تسبب تفشي أمراض الرئة في الفترة خلال عامي 2019 و2020 بالولايات المتحدة، في 68 وفاة مرتبطة بمنتجات التدخين الإلكتروني في 27 ولاية أميركية وفي مقاطعة كولومبيا.

وأرجع الخبراء الوفيات إلى عمليات التصنيع غير القانوني وغير المنظم لمنتجات التدخين الإلكتروني.

وأدى الارتفاع الأخير في استخدام المراهقين الأميركيين السجائر الإلكترونية وسبل الدعاية التي تستهدفهم إلى خلق حالة ذعر وصفها البعض بأنها بمثابة وباء؛ مما أجبر الحكومات في جميع أنحاء العالم على فرض قيود صارمة وحظر صريح.

وتعد تايلند الدولة الأكثر صرامة فيما يتعلق بالسياسات المقيدة للتدخين الإلكتروني، حيث حظرت السلطات -على الورق على الأقل- السجائر الإلكترونية منذ عام 2014.

ويواجه السائحون الذين يزورون تايلند احتمالا بالسجن 10 سنوات، في حالة القبض عليهم وهم يستخدمون السجائر الإلكترونية، أو قد يجبرون على دفع غرامات باهظة تقترب من نحو ألف دولار.

وبشكل عام، لدى بعض الدول الآسيوية الأخرى لوائح صارمة بهذا الشأن، من بينها سنغافورة التي تحظر إدخال السجائر الإلكترونية إلى البلاد، بينما تفرض بوتان وتركمانستان عليها غرامات.

وكانت اليابان واحدة من الدول الرائدة في حظر التدخين الإلكتروني، بعد أن منعتها عام 2010، علما بأنه ليس هناك أي قواعد تحظر استخدام السجائر الإلكترونية التي لا تحتوي على النيكوتين.

وفرضت الهند حظرا على بيع وإنتاج السجائر الإلكترونية في عام 2019.

وجعلت تايوان بيع أو استيراد السجائر الإلكترونية أمرًا غير قانوني، ولا يُسمح للسائحين بإدخالها إلى البلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى

You cannot copy content of this page