مهرجان جرش للثقافة والفنون … منبر ثقافي وإستمراريته واجب وطني
داود شاهين
رغم خلافي مع إدارة مهرجان جرش. وإختلافي معها في أمور كثيرة لها علاقة بإدارة المشهد بشكل عام. والإعلامي بشكل خاص. إلا أني في هذا العام وبعد إتصال من إدارة المهرجان لتبلغني فيه عن رغبتها في التعاون مع موقعي الإخباري. ( أسوة بالعديد من المواقع الإخبارية الزميلة ) وجدت نفسي ومن دون أي تردد أجيب بالموافقة و قبول الطرح الصادر عن إدارة المهرجان.
موافقتي على طرح إدارة المهرجان نبعت من دافع وطني في المساهمة ولو بالقليل في إنجاح تظاهرة وطنية تجاوز عمرها الثلاثون عام. وتنطلق هذا العام بنسختها الثامنة والثلاثين ( 38 ). رغم الظروف الصعبة والمحيط الملتهب. ولأني أعلم ما لا يعلمه الكثيرون ما لمهرجان جرش للثقافة والفنون من دور كبير و إسهامات في تسويق و ترويج العديد من منتجات المجتمع المحلي من مواد غذائية وأشغال يدوية على مر أربع عقود من إنطلاقته. ولأني على إحتكاك مباشر بالعديد من أبناء وبنات المجتمع المحلي الذين ينتظرون إنطلاقة المهرجان بفارغ الصبر. لتسويق منتجاتهم التي يعملون على تجهيزها طيلة العام. لعرضها وبيعها في المهرجان. ولعلمي اليقين أنه بالإضافة الى المجتمع المحلي. هناك العديد من الجهات الثقافية والفنية يشكل لها مهرجان جرش مصدر دخل وإنفراجة مادية. ولأن دعم أبناء المجتمع المحلي و الجهات المشاركة في المهرجان كانت ولا زالت من اساسيات إقامة المهرجان. قررت الموافقة على طلب وطرح إدارة المهرجان بأن أكون جزء من الجسد الإعلامي العامل في المهرجان لهذا العام.
الموافقة على المشاركة. هي بالنسبة لي تراجع عن قرار سابق إتخذته في العام الماضي. بعدم المشاركة في فعاليات المهرجان نتيجة لظروف معينة ليست مدار البحث اليوم. مدار حديثي اليوم يقتصر على أهمية مهرجان جرش من ناحية ثقافية. بشكل عام. و فرصة تسويقية للعديد من الحرف اليدوية والمشاريع الإنتاجية المنزلية. التي تعتمد إعتماد كبير على فترة المهرجان في تسويق منتجاتها.
لم تقتصر فعاليات مهرجان جرش وعلى مر أربع عقود على الحفلات الفنية في المسرحين الشمالي والجنوبي. وإنما كانت فعاليات المسرحين جزء من العديد من الفعاليات الثقافية والوطنية التي تقام في أركان المدينة الأثرية. فعلى طول امتداد شارع الأعمدة هناك العديد من المعارض الفنية لفنانين و مبدعين و رسامين في مختلف فنون الحرف اليدوية من أردنيين وعرب وأجانب. بالإضافة الى سوق كبير للمنتجات المنزلية ينتشر في أرجاء الساحة الرئيسية لمدينة جرش.
مسرح ارتيمس و مسرح الصوت والضوء اللذان يحتضنان العديد من الفعاليات الثقافية المختلفة والتي تجذب نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي والوطني من العديد من الدول العربية المشاركة في المهرجانات الشعرية التي تقام على هامش المهرجان من خلال فعاليات خاصة حملت في كثير من المناسبات إسم القدس وفلسطين. هي أيضاً جزء لا يتجزأ من جسد مهرجان جرش للثقافة والفنون.
أختم مقالي هذا شارحاً غير مبررٍ لأسباب موافقتي على المشاركة بالتغطية الإعلامية لفعاليات المهرجان. فلا يوجد من يملك الحق بأن أبرر له إقدامي على المشاركة بالمهرجان. لكني أوضح صورة لمعنى مهرجان جرش. لأصوات مضللة تحاول اخفاء الصورة الحقيقية للمهرجان وعدم إظهارها والحديث عنها. ورغم موافقتي على المشاركة في تغطية فعاليات المهرجان متغاضيا عن أي خلافات بيني وبين ادارة المهرجان الا أني سأعمل جاهدا على تصحيح أي خطأ في المشهد العام أو الأخطاء المتعلقة بالمشهد الاعلامي بشكل خاص محافظا على عهدي مع المتلقي ومع نفسي أن أسلط الضوء على مواضع الخلل ومحاولة تصحيحه .
ختاماً لم ولن يكون مهرجان جرش للثقافة والفنون في يوم من الأيام ميدان للحفلات الفنية فقط بل كان وما زال وسيبقى منبر وصرح ثقافي وإستمراريته واجب وطني.