أقلام حرة

طويلة عريضة

كامل النصيرات

خرجنا من عطلة طويلة عريضة.. ومن هدر مالي طويل عريض.. وسط حرّ أطول وأعرض..! في العيد؛ لم يكن العيد موجودًا بل بعث مندوبًا عنه على هيئة عجوزٍ تدزّه فيقع.. !
قلوبنا وعقولنا وعيوننا كانت مصوبة نحو الغرب والجنوب.. نتقطّع على مشاهد الفيديو التي لا تتوقف وصولًا من غزّة.. وعلى أخبار حجيجنا الذي مات بالجملة في أرض الحج والعمرة؛ ولغاية هذه اللحظة وإلى ألف سنة للأمام سنظلّ نبحث عن السبب ولماذا حدث ذلك وعلى من تقع المسؤولية وما الحلّ كي لا يتكرّر ما حدث..!
كنّا نقول كلّ عيد: العيد مش إلنا هو للصغار يفرحون فيه. في هذا العيد لم أرَ الصغار يفرحون كما يجب؛ فلم يعد للصغار..
صدّقوني لستُ محبطًا ولا متشائمًا.. أنا واقعيٌّ حدّ الثمالة.. والواقع محبط ومتشائم.. الواقع لا يترك لك بصيص أمل.. الواقع يجرّك من قميصك ومن بنطالك ومن غرة رأسك ويذهب بك إلى الحفر والمطبّات والألغام..
في هذا الواقع؛ كي تعيش بأمان يجب عليك أن تكون ألف رجل كل واحد منهم متخصّص في شأن.. عليك أن تكون مهندس ألغام و شوارع بخبرة طويلة عريضة.. عليك أن تكون محلّلًا سياسيًا أيضًا بخبرة طويلة عريضة.. عليك أن تكون رجل اقتصاد ورجل قانون ورجل دين ورجل صبر وأعصاب؛ ورجل طبيخ ورجل شطف وتعزيل وتنظيف؛ ورجل كلّ شيء ؛ ولا تنسَ بخبرة طويلة عريضة..!
هي الأيّام؛ تحسبها لك وهي في الحقيقة تتهرّب منك ولا أحد ممن حولك يلقي القبض عليها ليعيد لك يومًا واحدًا منها..!

زر الذهاب إلى الأعلى