دولي

رئيس تايوان الجديد يريد تعزيز “استراتيجية القنفذ” بمواجهة الصين

الشاهين الاخباري

أظهرت الحرب في أوكرانيا منذ بداية الغزو الروسي مطلع العام 2022، الدور المحوري للمسيّرات في النزاعات وتأثيرها على الأسلحة الثقيلة التقليدية، ما قد يؤشر الى مضي لاي في زيادة انتاج التقنيات العسكرية الحديثة بعد توليه منصبه رسمياً.

وقال الخبير في الدراسات العسكرية في جامعة تشنغتشي في تايبيه ريتشارد هيو “بفضل الدروس المستقاة من الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ستحاول وزارة الدفاع الانتقال من شراء أنظمة الدفاع الثقيلة والمكلفة، الى أسلحة وتجهيزات خفيفة ومرنة وقاتلة، مثل الطائرات المسيّرات أو صواريخ جافلين التي أثبتت نجاعتها في الميدان”.

بدوره، رأى مدير مبادرة تايوان في “راند كوربورايشن” رايموند كويو أن “تايوان تأخذ التهديد العسكري الصيني على محمل الجد أكثر من ذي قبل”، والجزيرة ذات الحكم الذاتي “زادت انتاجها من الصواريخ المضادة للسفن، واختبرت صواريخ دفاع جوي جديدة، وتتجه الى تصنيع آلاف المسيّرات”.

وتوقع كويو أن “تستمر هذه الجهود” في عهد الرئيس الجديد “بالتوازي مع شراء أنظمة أميركية وتطوير” معدات ضخمة مثل الغواصة من فئة “هاي كون” التي تبنيها شركة “سي أس بي سي” محلياً.

منطقة رمادية

يعدّ لاي تشينغ-تي من المدافعين عن سيادة الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي، وهو فاز في الانتخابات الرئاسية في كانون الثاني/يناير، ما أتاح للحزب الديموقراطي التقدمي البقاء في السلطة لدورة ثالثة تواليا.

ورأت الصين التي تعتبر تايوان جزءا من أراضيها وتعهدت إعادتها الى كنفها بالقوة إن لزم الأمر، أن لاي هو “انفصالي خطر”، وحذّرت من أنه قد يجرّ “الحرب والانحدار” الى الجزيرة.

ويخلف لاي في الرئاسة تساي إنغ-وين التي أثارت غضب بكين خلال ثمانية أعوام في الحكم، من خلال زيادة الانفاق العسكري وتطوير معدات محلية بالكامل مثل الغواصات والسفن الحربية، وتعزيز الروابط مع الولايات المتحدة.

وعلى رغم اعتراف البيت الأبيض دبلوماسياً بالصين اعتباراً من العام 1979، تبقى الولايات المتحدة من أبرز شركاء تايوان وأبرز مزوّديها بالأسلحة.

وأقر الكونغرس الأميركي في نيسان/أبريل برنامج مساعدات عسكرية واسع النطاق لتايوان، يشمل 1,9 مليار دولار لتجديد المعدات والتدريب.

وفي الأشهر الماضية، عززت الصين من ضغوطها العسكرية على تايوان، مع تحليق يومي لطائراتها ومسيّراتها وإبحار سفنها الحربية على مقربة من الجزيرة، في ما يعتبره المحللون تحركات ضمن “منطقة رمادية”، أي اعتماد تكتيكات عدائية من دون أن تبلغ حد إعلان حرب أو هجوم مباشر.

تجنّب “الاستفزاز”

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي زار الصين في نيسان/أبريل الماضي، دعا بكين الى الامتناع عن القيام بأي خطوات “استفزازية” خلال حفل تنصيب لاي.

ورصدت السلطات التايوانية عشرات الطائرات الصينية قرب أجواء الجزيرة خلال الأيام الماضية، ومن غير المتوقع أن تخفّف الصين من ضغوطها العسكرية على مدى السنوات المقبلة.

وقالت الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية أماندا هسياو لوكالة فرانس برس “هذا الواقع يعني أن نجاح إدارة لاي سيتمّ قياسه بحسب قدرته على الدفع بالاصلاحات المطلوبة لتحسين قدرة تايوان على الدفاع عن نفسها وردع الاعتداء الصيني”.

زر الذهاب إلى الأعلى